responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 288
وأما العلو فإنه عام، يقال: الله فوق عباده، فوق كل شيء، فوق السماوات هكذا، والشيخ قد أورد في هذا الموضوع آيات كثيرة مما يدل على هاتين الصفتين، صفة العلو وصفة الاستواء، وفي هذا الموضع أشير إلى أن من الصفات ما تواردت عليها جميع الأدلة، مثل صفة العلو، فقد تواردت عليها أدلة الكتاب والسنة، والإجماع، والعقل والفطرة، كلها تدل على علوه تعالى على خلقه، فطريق العلم بصفة الاستواء العقل، والسمع، العقل والسمع.
وأما الاستواء على العرش، فطريق العلم به السمع فقط النصوص، يعني الاستواء على العرش ثبت بأي شيء؟ تثبت بالنصوص، وأما العلو فهو ثابت بالسمع يعني بالنصوص بالكتاب والسنة، وكذلك الإجماع إجماع سلف الأمة، وكذلك الفطرة فالله فطر عباده على التوجه إلى العلو، أي إنسان يقع في ضرورة أين يتوجه؟ يمين شمال، تحت؟ لا، يتوجه إلى العلو، فطرة جاذبية يعني: انجذاب إلى العلو على الفطرة، فهذا مما ذكره العلماء في هذا الموضع.
أهل السنة والجماعة يثبتون هاتين الصفتين له سبحانه وتعالى، على ما يليق به يناسبه، فيؤمنون بأنه العلي الأعلى، فهو فوق جميع مخلوقاته، وهو تعالى مستو على العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد، هو فوق جميع المخلوقات، وعلمه في كل مكان، علمه محيط بكل شيء {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) } [1] .
ويأتي الكلام على صفة المعية؛ لأن بينها وبين صفة العلو بينهما تناسبا، صفة المعية وتقسيم العلماء لها، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.

[1] - سورة المجادلة آية: 7.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست