أما الصحابة فليسوا بمعصومين فلا يقولون: إن أحدًا من الصحابة معصوم يعني معصوم من الذنوب، بل تجوز عليهم الذنوب، تجوز عليهم الذنوب في الجملة هم بشر، بشر تعرض لهم العوارض النفسية، وتحصل من أحدهم الزلة، والله تعالى يقول: {إِن الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ} [1] اتقوا: المتقون قد يذنبون، {إِن الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) } [2] .
ويقول تعالى في صفة المتقين الذين يعد الصحابة في أول وأعلى درجات المتقين من هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - يقول الله في صفة المتقين: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) } [3] .
وإذا علم هذا فما يقدر من الذنوب ما يقدر أو ما يقع منهم من ذنوب يُغْفَر لهم، أو عندهم من أسباب المغفرة ما ليس عند غيرهم، لهم من أسباب المغفرة ما ليس لغيرهم، فما يقدر أنهم وقعوا فيه فإنه يغفر لهم إما بالتوبة، وهم أحرى بها، وإما بالحسنات الماحية أو المصائب هذه المكفرات.
هذه مكفرات الذنوب لهم ولغيرهم، ولكنهم هم أولى بها ونصيبهم منها أعظم وأكبر، فيكون إذن قد تاب منه، أو غفر له بالحسنات الماحية، أو بمصائب وابتلاء ابتلي به في الدنيا أو يغفر له بشفاعة النبي -عليه الصلاة والسلام- الذين هم أحق بشفاعته كما يقول الشيخ. [1] - سورة الأعراف آية: 201. [2] - سورة الأعراف آية: 201. [3] - سورة آل عمران آية: 135.