" ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب " مع قرب الفرج وقرب تغيير الأحوال، تغيير الله للأحوال من الشدة إلى الرخاء، من القحط إلى الخصب، في هذا الظرف الله تعالى يعجب لهذه الحال، فيظل يضحك كيف شاء -سبحانه وتعالى-.
فإن العباد إذا طالت عليهم الشدة استولى عليهم اليأس واشتد، وآل بهم الأمر إلى القنوط، كما قال تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) } [1] .
الحديث الخامس: قوله - صلى الله عليه وسلم - " لا تزال جهنم يُلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العزة " -سبحانه وتعالى- " حتى يضع رب العزة فيها رجله " وفي رواية: " عليها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض فتقول: قط قط " والحديث متفق عليه.
وفي هذا الحديث إثبات الرِّجل والقدم له -سبحانه وتعالى-، وأهل السنة يثبتون لله ما جاء في هذا الحديث على حقيقته، كما يثبتون سائر الصفات، كما يثبتون اليدين والعينين له -سبحانه وتعالى-، ويقولون: إن له تعالى قدمين، كما جاء في الأثر المشهور عن ابن عباس في تفسير الكرسي: أنه موضع القدمين، أي: قدمي الرب -سبحانه وتعالى-.
القول في القدمين واليدين، القول في ذلك واحد، لا مجال للتفريق، وأهل السنة لا يفرقون، وأهل البدع لا يفرقون كيف ذلك؟ [1] - سورة الروم آية: 48-50.