responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 169
فالرسول يقول: " ينزل ربنا " والأصل الحقيقة، الأصل أنه هو " ينزل ربنا " الأصل أنه هو، ويؤكد الحقيقة -أنه ليس المراد أمره أو رحمته أو غيره- يؤكده قوله: " فيقول: من يدعوني " هذا يمنع من احتمال المجاز، يمنع.
" من يدعوني فأستجيب له؟ " هل يجوز أن يقول الملك: " من يدعوني؟ " هل تقول الرحمة: " من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني.. ".
فأهل السنة مجمعون على أن النزول من فعل الرب تعالى، وأنه هو الذي ينزل حقيقة، ولكن لا كنزولنا ولا يقاس به، وهذا من أفعاله، النزول صفة فعلية، يكون بمشيئته.
والمعطلة يلبسون على الجهال ويقولون: هذا يتضمن أن الله يزول عن مكانه. فهذه من الشبهات التي يشبهون بها على الأغرار، ولهذا قال بعض الأئمة: إذا قال لك الجهمي: أنا أكفر برب يزول عن مكانه. فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء.
ما أحسن هذا الرد البسيط المفحم: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء. يفعل ما يشاء، ينزل كيف شاء، استوى على العرش كيف شاء، يجيء يوم القيامة للفصل بين عباده كيف شاء، فعال لما يريد.
أما إذا قيل: إنه لا ينزل، لا كذا، لا كذا. معناه فيه حجر، هذا الرب لا يفعل ما يريد، ما يقدر، تعجيز للرب، تنَقُّص، فالذي يفعل أكمل ممن لا يفعل.
وكذلك القول في الفرح والضحك، فيجب الإيمان بالفرح والضحك، أن الله يفرح، وفرحه تعالى يتضمن محبته لما يفرح به، ورضاه به وعنه.
يفرح كما في الحديث الصحيح المتفق على صحته: " لله أشد فرحا " فرح، يفرح حقيقة، لكن لا كفرح العباد، إذا فسرنا فرح العباد بأن الفرح هو كذا لذة وسرور بالمحبوب أو نحوه، لو فسرنا هكذا نقول: هذه صفة المخلوق، فاللذة لا نضيفها، لكنه فرح يتضمن المحبة.
فقوله: " لله أشد فرحا بتوبة عبده " هذا يتضمن أن الله يحب توبة التائبين، بل يفرح بتوبة التائبين، والحديث مشهور، طويل، في قصة سيقت على سبيل المثل:

اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست