responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 168
فقد ذكر الشيخ في آخر ما أورده من الأحاديث قوله - صلى الله عليه وسلم - " إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، وكما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب " أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-.
وهذا أيضا مما ثبت في الكتاب، فرؤية العباد لربهم قد دلت عليها نصوص من القرآن، ودلت عليها السنة المتواترة، وأجمع على ذلك سلفنا، وهذه النصوص -أعني تلك النصوص التي قد دلت على مثل ما دل عليه القرآن- سنكتفي فيها بهذه الإشارة.
ونتأمل جميعا ما أورده الشيخ من النصوص الدالة على صفات لم يأت ذكرها في القرآن، وهي هذه الأحاديث التي قرأناها، وألاحظ أن الشيخ رحمه الله -الإمام ابن تيمية رحمه الله- قد قدم هذه الأمثلة وساقها تباعا، وهي هذه الأدلة:
حديث النزول، الفرح، الضحك، حديث القدم -نعم-، فهذه الصفات إنما ثبتت بالسنة، فليس في القرآن ذكر لهذه الصفات+.
فأول ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ ".
وهذا الحديث رواه جمع غفير من الصحابة، وعده أهل العلم من المتواتر، فقد تواترت السنة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- بإثبات نزول الرب تعالى في آخر الليل " ينزل ربنا ".
لذلك أهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفة، يثبتون النزول الإلهي ويؤمنون به، مع نفي مماثلته لنزول الخلق، ونفي العلم بالكيفية، فيقولون: إنه تعالى ينزل، ينزل حقيقة، وإذا قلنا ينزل حقيقة فلا يعني أنه ينزل مثل نزول العباد، لا، ينزل كيف شاء، ينزل، والنزول معلوم، والكيف مجهول.
ينزل، ونزوله يتضمن دنوا وقربا، ولكن ليس كنزول العباد، فالله أعلم بكيفيته، لكنه ينزل هو، لا كما يقول المعطلة: تنزل رحمته، أو أمره، أو ينزل ملَك. فهذا من التحريف الذي ينكره أهل السنة والجماعة ويرفضونه، والله قد ذم اليهود لتحريف الكلم عن مواضعه، وهذا منه.

اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست