responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 167
أما أهل البدع فإنهم -بناء على أصولهم الفاسدة في نفي صفات الرب سبحانه- يردون نصوص الصفات، إما بحجة أنها آحاد، والآحاد يزعمون أنه لا يحتج بها في العقائد، وإن كانت متواترة قالوا: إنها ظنية اللفظ، ألفاظ ظنية لا تفيد اليقين، فهم يدفعون هذه النصوص، ويردونها زاعمين إما أنها لم تثبت، أو أنها ظنية الدلالة.
أما أهل السنة والجماعة فإنهم يصفون الله بكل بما وصف به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ربه، مما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث التي تلقاها أهل العلم بالحديث بالقبول، ويؤمنون بذلك، وهذا هو الواجب، الواجب الإيمان بما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - مما صح عنه، كما يجب الإيمان بما في القرآن.
وقد أورد الإمام ابن تيمية في هذا الفصل أمثلة لهذه الأحاديث:
وهذه الأحاديث التي أوردها الإمام ابن تيمية منها ما دل على صفات قد دل عليها القرآن كالتكليم في قوله - صلى الله عليه وسلم - " ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ".
أو العلو كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء " هذا مثل قوله سبحانه: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [1] وكقوله للجارية " أين الله؟ قالت: في السماء ".
أو إثبات بعض الأسماء مع تفسيرها كالأول والآخر والظاهر والباطن، كما في حديث أبي هريرة في الدعاء الذي كان النبي يدعو به يقول: " اللهم رب السماوات السبع، رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء " إلى قوله: " اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ".
أقول: إن كل هذه الأحاديث إنما دلت على مثل ما دل عليه القرآن، فتكون هذه الصفات قد تطابقت عليها دلالة القرآن ودلالة السنة، فتكون ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، يعني إجماع أهل السنة والجماعة، ومثل ذلك الرؤية.

[1] - سورة الملك آية: 16.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست