فكأن الإمام ابن تيمية في إيراد هذه الآيات في هذا الموضع، كأنه ينبه إلى أن هذه غاية، رؤية العباد لربهم غاية لهم، فتتوق نفوسهم إلى النظر إلى وجهه الكريم، بعد أن عرفوه في الدنيا بأسمائه وصفاته، كما علمهم، فإنه -تعالى- يتمم هذا لأوليائه يوم القيامة، بأن يجعلهم ينظرون إليه، وأن يكشف الحجاب لهم، فينظرون إليه، وذلك غاية نعيمهم، فلا يلتفتون إلى شيء، لا يلتفتون إلى شيء مع نظرهم إليه -سبحانه وتعالى-.
وفي النهاية يقول: وهذا باب واسع، يعني: النصوص الدالة على أسماء الرب وصفاته وأفعاله، مما يورث العلم بالله باب واسع، من تدبره، من تدبر هذه النصوص، تبين له طريق الحق، وهدي لطريق الحق، فتدبر القرآن هو سبيل العلم النافع، وهو الطريق لمعرفته -سبحانه وتعالى- المعرفة الصحيحة؛ فإن العقول لا تستقل بمعرفة، وغاية ما تحصله العقول المعرفة الإجمالية، أما معرفة أسماء الله وصفاته على التفصيل، فلا سبيل للعقول إلى ذلك، وإنما طريق العلم في ذلك هو ما جاءت به الرسل.
فرحم الله الإمام ابن تيمية على هذه العناية العظيمة، يعني: قد يقول بعض الناس: إنه أسهب وأكثر، لكن المقام جدير بالعناية، فنصوص الصفات ليست محدودة قليلة في القرآن في موضع وموضعين وثلاثة، بل هي كثيرة جدا، فهذه الآيات التي ساقها هي قليل من كثير.
فاقرأ، اقرأ أي سورة تجد فيها من إثبات أسمائه وصفاته وأفعاله، والسورة الجامعة لمضمون القرآن كله سورة الفاتحة، وكيف صدرت بـ " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) } [1] هذه الآيات الثلاث، فيها جماع أسماء الرب وصفاته، لكن على سبيل الإجمال.
والله الموفق، وصلى الله على نبينا محمد.
الأسئلة؟ نعم. أسئلة
بسم الله الرحمن الرحيم [1] - سورة الفاتحة آية: 2-4.