س: هذا سائل يقول: هناك شبهة سمعتها من بعض العامة، أو الملبس عليهم يقول: لماذا يركز العلماء، ويدرسون، وينبهون الناس على القول بخلق القرآن، وقد انقرض من يقول بهذا القول؟ .
ج: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. هذه البدعة، بدعة القول بخلق القرآن، هذه المقالة الشنعاء المنكرة التي أصلها جحد صفات الرب، يعني: يقول في القرآن، القول بخلق القرآن باطل مبني على باطل، وهو نفي صفات الرب، نفي الكلام عن الرب، وهذا الفكر لم ينقرض، موجود في مؤلفات الناس عبر القرون، وموجود في عقول كثير من المنتسبين للإسلام، فالكتب قد انتشر فيها بدعة التعطيل، نفي الصفات، نفي العلو، نفي حقيقة الكلام عن الله.
الأشاعرة الذين يقال: إنهم أقرب الطوائف للسنة، وينتسبون للسنة ماذا يقولون عن القرآن؟ يقولون: الكلام كلام الله، يثبتون الكلام من الصفات الثابتة، لكن ما هو الكلام عندهم؟ وهذا مما يمكن -فاتني أن أتعرض له- يقولون: الكلام معنى نفسي، واحد قديم، معنى نفسي، يعني: ليس بحرف ناطق في نفسه، يعني: كلام الله في نفسه، وهو شيء واحد قديم، ليس تابعا لمشيئته -سبحانه وتعالى- يعني: إنه كلام الله معنى نفسي، ليس تابعا لمشيئته، معنى قائم بالرب، مثل حياته وقدرته، فلا يقال: إنه يتكلم إذا شاء، ويكلم من شاء إذا شاء، بل هو معنى نفسي.
وهذا يعني: أنه لا يسمع كلام الله، لا يسمع لأنه ليس بحرف ناطق، إذن هذا القرآن الذي نتلوه هو عبارة عن كلامه، إذن فهو مخلوق، إذن بدعة القول بخلق القرآن، وإن دلست، وإن حصل عند بعضهم مثل الأشاعرة مراوغة وتلفيق، فإن حقيقة هذه البدعة موجودة.
فالقرآن الذي في المصاحف، ويحفظه حفاظ القرآن هو عبارة عن كلام الله، لا أنه كلام الله، ومن هم أكثر الناس في العالم الإسلامي؟ أهم أهل السنة؟ أم غيرهم؟