أيضا {وَأَرَى (46) } [1] فهو -تعالى- من صفاته الرؤية، يرى هو سميع بصير، إذن اسمه البصير ليس اسما مجردا عن المعنى، بل اسم يدل على أنه -تعالى- ذو بصر نافذ لجميع المخلوقات، إذن هو يرى، يرى جميع المرئيات، والله -تعالى- ينوع الأدلة على إثبات هذه الصفة إثبات صفة الرؤية {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) } [2] {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) } [3] .
والله يرى ما يجري بين الرسل وأعدائهم المكذبين، يرى -سبحانه وتعالى- العباد في مساجدهم ومحاربهم، يراك أيها العبد، فاحذر أن يراك ربك حيث نهاك، وفي ذكر السمع والرؤية في هذه المواطن تثبيت لقلب الرسل وأتباعهم، فيه تقوية لعزمات العابدين إذا استحضر العبد -وهو يعبد ربه- أن الله يراه، هذا مقام من مقامات الإحسان " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك " {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) } [4] .
ومن الآيات الدالة على الرؤية قوله -سبحانه وتعالى-: {وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} [5] {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} [6] إلى قوله: {هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [7] إلى قوله: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [8] . [1] - سورة طه آية: 46. [2] - سورة طه آية: 46. [3] - سورة الشعراء آية: 217-218. [4] - سورة الشعراء آية: 217-219. [5] - سورة التوبة آية: 94. [6] - سورة التوبة آية: 103. [7] - سورة التوبة آية: 104. [8] - سورة التوبة آية: 105.