فالله يسمع كلام المتآمرين على رسل الله والمتناجين بالإثم والعدوان، والرسل تكتب أيضا الملائكة الموكلون بكتابة الأعمال تكتب، إذن هذه الأقوال الخفية التي يستسر بها أهلها، هي مسموعة للرب ومكتوبة بأيدي الحفظة الكرام الكاتبين، {بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) } [1] وفي هذا ما فيه من التهديد والوعيد، هذا أسلوب تهديد، وكذلك من هذه الآيات قوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) } [2] هذا خطاب من الله لموسى وهارون لما أرسلهما الله إلى فرعون خافا، فرعون طاغية، وهما بشر يخافان، هذا قاله الله بعد أن قال الله عن موسى وهارون لما قال لهما: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) } [3] فثبتهما بوعدهما بمعيته لهما، وبأنه يسمع ويرى {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) } [4] يسمع ما يدور بينهما وبين فرعون وقومه، يسمع كلام موسى وهارون، ويسمع كلام الفرعون الطاغية ومن معه، يسمع الكل.
وفي هذا وعد ووعيد، ولكن جانب الوعد أظهر؛ لأنه جاء خطابا لموسى وهارون، {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) } [5] . [1] - سورة الزخرف آية: 80. [2] - سورة طه آية: 46. [3] - سورة طه آية: 43-46. [4] - سورة طه آية: 46. [5] - سورة طه آية: 46.