سبق أنه لم يكن أحد من علماء السلف ينتقد هَؤُلاءِ لمجرد أن هناك اصطلاحات جديدة، وأيضاً إذا نظرنا إِلَى حال الذين وضعوا علم الكلام لا نجدهم من علماء الإسلام الذين اشتغلوا واهتموا به ولكنهم وضعوا اصطلاحات جديدة لهذا العلم كما وضع الفقهاء اصطلاحات فقهية وكما وضع النحاة والمفسرون وسائر العلماء لسائر العلوم، فالسلف إذاً: لم يكرهوا الدلالة والاستدلال عَلَى الحق والمناظرة.
تكفير الإمام الشافعي لأحد أعلام المعتزلة
إن الإمام الشَّافِعِيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- ناظر حفصاً الفرد أحد المعتزلة وقال كفرت -بالله العظيم عَلَى هذا الاعتقاد وناظر غيرهم من أهل البدع.
والمعتزلة لا يخفى عَلَى أحد من الْمُسْلِمِينَ أنهم خارجون عن الطريق المستقيم وعن السنة والجماعة.
هل الأشاعرة على طريق أبي الحسن الأشعري أم لا؟
لكن الذين اشتغلوا بعلم الكلام ممن ينتسبون إِلَى أبي الحسن الأشعري يقولون: نَحْنُ علماء كلام أهل السنة، والمعتزلة علماء كلام أهل البدعة، ونحن ندافع عن السنة، وهدفنا إثبات الحق والعقيدة الصحيحة، والاستدلال للحق، وهَؤُلاءِ ينتسبون وينتمون إِلَى الإمامالشَّافِعِيّ، ولهذا نجد كتاب تبيين كذب المفتري فيما نسب إِلَى الإمام الأشعري الذي ألفه الحافظ ابن عساكر وقد وقع الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في هذه الغلطة مع أنه أورد معظم كتاب الإبانة للأشعري ضمن كتابه الذي يقول فيه أبو الحسن الأشعري: إنه في الأصول والفروع في العقيدة عَلَى ما كَانَ عليه الإمام أَحْمد بن حَنْبَل -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- والسلف الصالح وأثبت جميع الصفات وأثبت أن الإيمان قول وعمل وأثبت القدر، أثبت كل شيء عَلَى منهج السلف ومع ذلك هم متمسكون بما كَانَ عليه من قبل.