فهم يزعمون أنهم يدفعون بالذي وضعوه الشبهه والشكوك والفاضل الذكي يعلم أن الشبهه والشكوك زادت بذلك] اهـ. .
الشرح:
لقد دخل أهل الكلام في هذا الدين كما دخل المنافقون من قبل وأخذوا يهدمون ويفسدون في هذا الدين، فمما أفسدوا في هذا الدين قولهم: إن القُرْآن غير معجز وأنه بإمكان أي إنسان أن يأتي بمثل هذا القُرْآن إلا أن الله صرفهم عنه، وقد سبق هذا مبحث الكلام عَلَى القُرْآن والخلق وقولهم كما قال النظام: إن الخبر لا يقبل إلا إذا رواه جمع عن جمع، وأنكروا خبر الآحاد، يريدون بذلك هدم السنة؛ لأننا إذا اشترطنا في أي حديث أن يرويه جمع عن جمع، وهذا الجمع اختلفوا في تحديده، حتى قيل عن بعضهم: لا بد أن يكون سبعين عن سبعين، ولا يوجد عندنا إلا النادر وقليل جداً الذي يمكن أن يرويه هذا العدد جيل عن جيل إِلَى جيل.
الهدف من وضع مصطلحات جديدة لعلم التوحيد
هناك أناس يهدفون إِلَى إبطال دلالة الكتاب والسنة، وهَؤُلاءِ لا يمكن وصف غرضهم بأنه وضع اصطلاحات جديدة لعلم التوحيد بحجة تفهيمه للأمة لتسير عليه، وإذا نظرنا إِلَى واقع السلف الذين أنكروا عَلَى أهل هذا العلم نجدهم لا ينكرون أي اصطلاحات في أي علم من العلوم، مادام ليس فيها بدعة وضلال.
وكذلك إذا نظرنا إِلَى حال من أنكر عليهم السلفُ من أمثال بشر ومن جَاءَ بعده من أصحاب الكلام كعبد الجبار لم ينكر عليهم لوضع اصطلاحات جديدة إلا لأنها تهدف إِلَى إبطال دلالة النصوص الشرعية، وألفت الكتب المعروفة في كتب العقيدة التي تضع أبواباً في ذم علم الكلام لما ظهر أئمة البدع.