responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج    الجزء : 1  صفحة : 86
وما فيها من الآلات المعدة لخروج ما يفضل من الغذاء عن وقت الحاجة في مجاري[1] ينفذ ذلك منها[2]، وغير ذلك مما يطول شرحه مما لا يصح وقوعه بالاتفاق[3]، ولا يستغني فيما هو عليه عن مقوم يرتبه.
إذ كان ذلك لا يصح أن يترتب وينقسم في سلالة الطين والماء المهين بغير صانع ولا مدبر عند كل عاقل متأمل[4]، كما لا يصح أن يترتب الدار على ما يحتاج فيها من البناء بغير مدبر يقسم ذلك فيها، ويقصد إلى ترتيبها[5].
ثم زادهم تعالى في[6] ذلك بياناً بقوله: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ

[1] هكذا بالأصل، و (ت) ، وعند ابن تيمية "مجار" بدون ياء.
[2] ركبّ الله سبحانه وتعالى في جسم كل إنسان جهاز الإخراج ليتخلص به من فضلات الطعام التي لو بقيت لأضرت بالجسم، وهو جهاز دقيق للغاية، فيه من كمال الصنعة والإتقان ما يعجز عنه وصف الإنسان.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عقب قضاء الحاجة: "غفرانك" أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة باب 17ج1/30، والترمذي في كتاب الطهارة باب 5ج1/12، وابن ماجة في كتاب الطهارة باب 10ج1/110، وأحمد في المسند 6/155، والدارمي في كتاب الوضوء 1/174.
وعلل الساعاتي عدة تعليلات لهذا الاستغفار واختار منها: أنه صلى الله عليه وسلم استغفر لتقصير في شكر نعمة الله عليه بإقداره على إخراج ذلك الخارج، ثم قال: وهو المناسب لما رواه ابن ماجة عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني" ورواه أيضاً النسائي عن أبي ذر، ورمز السيوطي بصحته والله أعلم. (انظر: الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل 1/270) .
[3] انظر ما سبق ذكره في صفحة 149- 150.
[4] في (ت) "يتأمل".
[5] هذه من القضايا البديهية التي يؤمن بها الجميع، وهي فطرية ضرورية في النفوس، ويقول ابن تيمية عن هذا المثال وغيره: بأنه من القضايا المعينة الفطرية الضرورية التي لا تحتاج إلى دليل، ثم يقول: "… ولهذا لا تجد أحداً يشك في أن هذه الكتابة لابد لها من كاتب، وهذا البناء لابد له من بان، بل يعلم هذا ضرورة". (انظر: موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول 3/94) .
ولقد فصل الأشعري هذه النقطة في "اللمع" في الباب الأول، وهو يتكلم عن وجود الصانع وصفته، ومن قوله: "مما يبين ذلك أن القطن لا يجوز أن يتحول غزلاً مفتولاً، ثم ثوباً منسوجاً بغير ناسج صانع، ,لا مدبر، ومن اتخذ قطناً ثم انتظر أن يصير غزلاً مفتولاً، ثم ثوباً منسوجاً بغير صانع ولا ناسج كان عن معقول خارجاً، وفي الجهل والجاً …" (انظر: ص18) .
ويقول ابن الجوزي: "… فإن الإنسان لو مر بقاع ليس بنيان ثم عاد فرأى حائطاً مبنياً علم أنه لابد له من بان بناه، فهذا المهاد الموضوع، وهذا السقف المرفوع، وهذه الأبنية العجيبة القوانين الجارية على وجه الحكمة، أما تدل على صانع!! " (انظر: تلبيس إبليس ص41) .
[6] ساقطة من (ت) .
اسم الکتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست