responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج    الجزء : 1  صفحة : 85
له من آلات الغذاء التي لا قوام له إلا بها على ترتيب ما قد حوج[1] إليه من ذلك، حتى يوجد في حال حاجته إلى الرضاع بلا أسنان تمنعه من غذائه وتحول بينه وبين مرضعته.
فإذا نقل من ذلك وحوج[2] إلى غذاء لا ينتفع به، ولا يصل منه إلى غرضه إلا بطحنها له جعل له منها بقدر ما به الحاجة في ذلك إليه[3].
والمعدة المُعَدَّة[4] لطبخ[5] ما يصل إليها من ذلك، وتلطيفه[6] حتى يصل إلى الشعر والظفر، وغير ذلك من سائر الأعضاء في مجار لطاف قد هيئت لذلك بمقدار ما يقيمها[7]، والكبد المعدّة لتسخينها بما يصل من حرارة القلب[8]، والرئة المهيأة لإخراج بخار الحرارة التي في القلب، وإدخال ما يعتدل به من الهواء البارد باجتذاب المناخر9،

[1] هكذا في الأصل، و (ت) وعند ابن تيمية: "أحوج".
[2] هكذا بالأصل، و (ت) وفي نسخة ابن تيمية "وخرج".
[3] اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يمر الإنسان بمراحل في تنشئته فمن صبا وطفولة، إلى شباب وفتوة، إلى كهولة وشيخوخة، وقد أعد الله سبحانه وتعالى لكل مرحلة ما يناسبها.
وقد ذكر ابن القيم كلاماً نفيساً حول ذلك، فلينظر في كتابه "مفتاح دار السعادة".
ومما قال: "… فحين تولد قد تلمظت وحركت شفتيك للرضاع فتجد الثدي المعلق كالأداوة قد تدلي إليك، وأقبل بدوره عليك… إلى أن قال: حتى إذا قوي بدنك واتسعت أمعاؤك، وخشنت عظامك ويقوى عليه لحمك، وضع فيك آلة القطع والطحن، فنصب لك أسناناً تقطع بها الطعام، وطواحين تطحنه بها، فمن الذي حبسها عنك أيام رضاعك رحمة بأمك ولطفاً بها، ثم أعطاكها أيام أكلك رحمة بك وإحساناً إليك ولطفاً بك ... " (انظر: ص277) .
[4] ساقطة من (ت) .
[5] في (ت) "أطبخ".
[6] في الأصل "ويلطفه" والتصحيح من (ت) .
[7] المعدة: خزانة يستقر فيها الغذاء فتنضجه وتطبخه وتصلحه إصلاحاً ورتب الله سبحانه وتعالى منها مجاري وطرقاً يسوق بها الغذاء إلى كل عضو وعظم وعصب ولحم وشعر وظفر. (انظر: مفتاح دار السعادة لابن القيم ص281) .
وعلى كل عاقل أن يتأمل أمر هذه المعدة، ويسأل نفسه: إن المعدة تهضم اللحم وهي لحم، فلماذا لا تهضم نفسها؟ ثم هي تهضم مختلف الأصناف والألوان والأشكال بطرق منتظمة دقيقة، تسوقنا إلى أن نردد قول الله عز وجل: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} .
[8] للكبد مشاركة فعالة في عملية الهضم، فهو يفرز "العصارة الصفراوية" التي تقوم بأدوار ثلاثة في الهضم، ثم هو ينظم نسبة السكر في الدم وهو أكبر عدة في جسم الإنسان تزن حوالي اثنين من الكيلو جرامات. (انظر: جسم الإنسان في علم الصحة ص95- 101 لحسن نصر ومحيي الدين) .
ويذكر ابن القيم فوائد الكبد فيقول: "وجعل الكبد للتخليص وأخذ صفو الغذاء وألطفه"، والمراد بالتخليص هنا هو قتل الجراثيم. (انظر مفتاح دار السعادة ص281) .
9 يوجد في جسم كل إنسان جهاز للتنفس الرئوي، وهو يقوم بتجديد هواء الرئتين باستمرار بطريقة طبيعية، وتسمى عمليتي الشهيق والزفير. (انظر: جسم الإنسان في علم الصحة ص122) .
اسم الکتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست