الله: "وهي أول الفرض الذي لا يسع المسلم جهله، ولا تنفعه الطاعة – وإن أتى بجميع طاعة أهل الدنيا – ما لم تكن معه معرفة وتقوى، فالمسلم إذا نظر في مخلوقات الله تعالى، وما خلق من عجائبه، مثل دوران الليل والنهار، والشمس والقمر، وتفكر في نفسه، وفي مبدئه ومنتهاه فتزيد معرفته بذلك، قال تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [1].
ثم يقول: "وقال شيخ الإسلام الأنصاري: في أول "اعتقاد أهل السنة وما وقع عليه إجماع أهل الحق من الأمة ": أول ما يجب على العبد معرفة الله، لحديث معاذ لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله – سبحانه – فأخبرهم أن افترض عليهم" الحديث رواه مسلم هكذا ورواه البخاري[2].
قال: فاعلم أن معرفة الله والإيمان به إنما يجب ويسمع، ويلزم بالبلاغ ويحصل بالتعريف.
ثم قال بعد ذلك قلت: قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قيل له: بماذا عرفت ربك؟ فقال: من طلب دينه بالقياس، لم يزل دهره في التباس، ضاعنا في الاعوجاج، زائغا عن المنهاج أعرفه بما عرف نفسه، وأصفه بما وصفه به نفسه"[3] اهـ [1] الآية 21 من سورة الذاريات. [2] صحيح البخاري مع الفتح 3/322، وصحيح مسلم بشرح النووي 1/196. [3] ابن تيمية، الفتاوى 2/2، 3 الحاشية.