[3]- من أساليب الدعوة إلى التوحيد في الفترة المكية:
- الدعوة إلى التوحيد، وتقرير الألوهية بالأدلة العقلية:
جاء هذا الأسلوب كثيرا في القرآن الكريم – والمكي منه خاصة – وعرض للناس أنواعا كثيرة من الأدلة والحجج القلية الدامغة، ودعاهم إلى النظر فيها وتأملها، وليتبين صواب هذه الدعوة وفساد ما هم عليه، فيمنهم من هدى الله، ومنهم من حقت عليه الضلالة، كبرا وعنادا، وطاعة للهوى والشيطان، كما قال تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [1].
وقال سبحانه: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [2].
وهم في قرارة أنفسهم وباطن أمرهم يعترفون بصدق هذه الدعوة، ونفاذ أمرها، وقوة حججها، وثبات اتباعها.
1- ومن هذه الأدلة:
قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} [3]. [1] الآية 33 من سورة الأنعام. [2] الآية 50 من سورة القصص. [3] الآية 22 من سورة الأنبياء.