وهذا مثل عظيم في غاية الوضوح يبين جهل من يتخذ من دونه آلهة ويظن أنها تغني عنه شيئا، وبمثل هذه الأمثال المضروبة يتعظ كل عاقل لبيب، كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ} وقد ورد عن بعض السلف أنه قال: "ما مررت بآية من كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنني لأني سمعت الله تعالى يقول وذكر الآية السابقة[1].
وما تقدم من الأمثلة وغيرها كثير في القرآن الكريم يبين نوعا من أساليب دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة إلى توحيد الله تعالى حرصا على هدايتهم للحق الذي جاء به ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن الغي إلى الرشاد. [1] انظر تفسير ابن كثير 3/414.