الصفا فهتف يا صباحاه، فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد، فاجتمعوا إليه فقال: "يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب"، فاجتمعوا إليه، فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ " قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" قال: فقال أبو لهب: تبا لك أما جمعتنا إلا لهذا، ثم قام فنزلت هذه السورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} كذا قرأ الأعمش ... إلى آخر السورة "1
أساليب الدعوة:
بعد إعلان الدعوة إلى توحيد الله تبارك وتعالى، بدأت الدعوة تأخذ موقف المواجهة مع مشركي قريش، وبدأت تقض مضاجعهم وتقلق راحتهم، فانبرى كثير منهم لمعارضتها وتلفيق التهم بأهلها، ولم يقفوا عند هذا الحد، بل امتدت أيديهم إلى المؤمنين بهذه الدعوة، ممن تحت أيديهم وغيرهم كذلك بأنواع من الأذى، وقابله أولئك المؤمنون بالصبر وقوة الإيمان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصبرهم ويشد عزائمهم، والقرآن ينزل يدعو الناس إلى عبادة ربهم وحده ويبشرهم وينذرهم ويعدهم ويوعدهم ويقص عليهم أنباء الأمم الماضية ونجاة المؤمنين وهلاك الكافرين والمكذبين، مما نجده واضحا جليا في المكي من القرآن الكريم.
1 صحيح مسلم بشرح النووي 3/83، 82.