وقد سلكت الدعوة في تلك الفترة سبلا كثيرة في الدعوة إلى التوحيد، ومنها:
لفت النظر إلى الآيات الكونية المحسوسة والتذكير بنعم الله تعالى على عباده:
وقد جاء ذلك كثيرا في آيات القرآن الكريم التي تدعو إلى النظر في آيات الله تعالى في الكون والتي تدل دلالة بينة على خالقها سبحانه وأنه المستحق للعبادة وحده، كما قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [1] وكثيرا ما تأتي تلك الآيات مذيلة بطلب التفكر والتذكر والاعتبار بألوان من الأساليب البلاغية، كما تأتي أحيانا باللوم والتوبيخ والإنكار على من لم يتعظ بذلك أو يتفكر أو يعتبر. قال تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ [1] الآية 53 من سورة فصلت.