جل شأنه: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [1]. والحسنى هي الجنة، والزيادة هي رؤيتهم ربهم عز وجل، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه صهيب رضي الله عنه قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة قال: يقول الله تعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتجنبنا النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم، وهي الزيادة"[2]. ثم تلا هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} .
وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن ناساً قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال:"هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا، قال: "إنكم ترون ربكم كذلك" [3].
وعن جرير رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا" [4]. [1] الآية (2) من سورة يونس. [2] صحيح مسلم بشرح النووي 3/ 17. [3] البخاري مع الفتح 13/ 419، ومسلم بشرح النووي 3/ 25. [4] البخاري مع الفتح 13/ 419.