اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 176
فأما التوراة فهي تنطق: "أن مريم ابنة عمران[1] أخت موسى وهارون تَغَرَّبت على موسى في أمر من الأمور فلما صعدوا إلى قبة الزمان وكلّمهم الله سبحانه تهدد مريم جدا وغضب عليها، فلما خرجت من القبة نظر إليها هارون أخوها فإذا هي قد ضربت بالبرص من قرنها إلى قدمها، فرق لها هارون وسأل موسى أن يدعو الله لها فدعا لها فشفيت"[2].
وهذه الأنبياء قد فعلت ما هو مثل فعل المسيح وأعجب منه.
فإن قال النصارى: "إن موسى واليسع وغيره كانوا يفعلون ذلك ولكن بعد ابتهال إلى الله ودعاء وطلب ورغبة، فأما المسيح فإنه كان يخترع ذلك اختراعاً من نفسه من غير دعاء ونداء.
قلنا لهم: من سلم أن المسيح كان يفعل ما يفعل غير مبتهل إلى الله ولا طالب إليه، والدعاء لا يشترط لإجابته الإعلان، فإن الداعي يناجي بحوائجه من استوى عند السر والجهر، ومن أين لكم أن المسيح كان لا يدعو ربه / ([1]/39/ب) سرّاً؟! على أنا نريكم عدة مواضع من الإنجيل الذي بأيديكم يشهد أنه كان لا يفعل معجزاً إلاّ بعد أن يسأل الله ويضرع إليه ويُعَوِّل في نُجْح مطالبه ومآربه عليه، قال في الإنجيل: "عندما أحيا حبيبه العازر ورفع بصره إلى جهة السماء: يا [1] مريم ابنة عمران - أخت موسى وهارون - يذكر عنها قاموس الكتاب ص 856 أن اسمها عبري معناه: (عصيان) ، ويظن أنها أكبر من موسى نحو عشر سنين، وقد ماتت ودفنت في قادش. (وهي على مسافة (50ميلاً) من بئر سبع إلى الجنوب" اهـ. وكانت في نظر اليهود والنصارى نبية من الأنبياء. (ر: سفر الخروج15/20) . [2] قبة الزمان هي ما يسمى في التوراة بـ: "خيمة الاجتماع"، وأطلق عليها اسم علم: "بيت الرّبّ"، وتسمّى أيضاً بـ: "المسكن"، و"ومسكن الشهادة"، وقد أمر الله موسى عليه السلام ببنائها في البرية وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء: المسكن، والخيمة، والغلطاء. (ر: سفر الخروج: إصحاح (30) - (35) ، وقد كانت مركز عبادة بني إسرائيل وتقديم قرابينهم. (ر: قاموس ص 352-354) .
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 176