responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح    الجزء : 1  صفحة : 175
بحضرة أبيهما يوسف فدعا لهما وبارك عليهما"[1]. ولم ينكر فعلهما.
وأما قوله: "يا ربّ"، فسيأتي الكلام عليه - إن شاء الله - في باب تأويل ظواهر الإنجيل ونبيّن / ([1]/38/ب) أنه لفظ يخاطب بها الأكابر والعظماء من الناس، وذلك مشهور في كلّ ملة.
فأما تطهير الأبرص فليس فيه دلالة على ربوبية عسى عليه السلام وألوهيته، بل ينتهض ذلك دليلاً على تقريبه من ربّه ومزيته، ولو جاز أن يتخّذ المسيح بذلك ربّاً لجاز ذلك في حقّ اليسع عليه السلام؛ إذ قد روى النصارى واليهود في كتاب سفر الملوك من كتبهم: "أن نعمان[2] الرومي برص فرحل إلى اليسع من بلده واستأذن عليه فلم يأذن له، بل قال لرجل من أصحابه: "قل له ينغمس في الأردن سبع مرات"، ففعل الرجل فبرأ من برصه لوقته ورجع إلى بلده معافى فاتبعه غلام للمسيح يقال له: (حِجْزا) [3] وأوهمه أن المسيح أرسله يطلب منه مالاً ففرح نعمان بذلك وأعطاه مالاً وجوهراً ثميناً فأخفاه الغلام وجاء إلى اليسع، فقال له اليسع: تبعت نعمان وأوهمته عني كذا وكذا، وأخذت منه كذا وخبأته في موضع "كذا، إذ فعلت ذلك فليصر برصه عليك وعلى نسلك. فبرص الغلام مكانه"[4].
فهذا نبيّ الله اليسع قد فعل ما هو أعجب من فعل المسيح / ([1]/39/أ) لأنه أبرأ نعمان وبرَّص الغلام ونطق بالغيب، وقد أشار الإنجيل إلى طرف من القصة.

[1] تكوني 48/8-21.
[2] نعمان الرومي: رئيس جيش بنهدد ملك الآراميين في أواسط سورية. (ر: قاموس ص 973) .
[3] حيجزى: اسم عبري معناه: "وادي الرؤية"، غلام النبي المسيح ورفيقه. (ر: ص:279) .
[4] سفر الملوك الثاني، الإصحاح الخامس.
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست