responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 62
وأما موقفه من الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة فإنه متفق مع العلماء من سلف هذه الأمة، فقد بين رحمه الله أن الرافضة والجهمية هما أشر أهل البدع، وأن بعض السلف قد أخرجهم من الثنتين والسبعين فرقة، وأن الشرك قد حدث بسبب الرافضة فقد كانوا أول من بنوا على القبور وعظموها.
وبيَّن رحمه الله أن الجبرية - أو الجهمية - ينسبون إلى جهم بن صفوان، وهم يزعمون أن لا قدرة للعبد أصلا; ولهذا أطلق عليهم الجبرية، وليس الذي أنكر عليهم مذهب الجبرية خاصة، وإنما الذي أطبق السلف بذمهم عليه هو إنكارهم للصفات، حتى قالوا بأن القرآن ليس كلام الله وأنه مخلوق[1].
وبيَّن رحمه الله أن القدرية هم الذين ينسبون خلق الخير إلى الله تعالى والشر إلى النفس، وقد جاء في الحديث " القدرية مجوس هذه الأمة "[2]،لأن قولهم إن أفعال العباد مخلوقة بقدرتهم، يشبه قول المجوسية القائلين بأن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة.
وبيَّن أن الجامع بين فرق القدرية أنهم ينكرون خلق أفعال العباد من خير وشر وكفر وإيمان.
وأما غلاتهم فينكرون علم الله سبحانه وتعالى بما يفعله العباد من الخير والشر وكتابته له وسبق علمه به[3].

[1] انظر: ص 232 من هذا الكتاب.
[2] راجع تخريجه ص 514 من هذا الكتاب.
[3] انظر: ص 517 من هذا الكتاب.
خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة "[1] أخرجه الترمذي[2] والقراب بضم القاف، ويقال بكسرها، والضم أفصح وأشهر.
قال القاضي34 هو مأخوذ من القرب، أي: ما يقاربها في المقدار، والقراب شبه جراب يضع فيه المسافر زاده وقراب السيف[5]. عن ابن عباس -رضي الله عنهما- " أن قوما قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، وانتهكوا فأكثروا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد إن ما تدعوا إليه لحسن لو[6] تخبرنا أن لأعمالنا كفارة، فنزلت: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} . إلى قوله: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَات…ٍ} [7] 8"- قال: يبدل شركهم إيمانًا وزناهم إحصانًا[9].

[1] الترمذي: الدعوات (3540) .
[2] تقدم تخريجه قريبا (ص 61) .
[3] كلمة: (القاضي) غير واضحة في ((الأصل)) , وجاءت واضحة في بقية النسخ.
(4) هو: عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن اليحصبي السبتي -أبو الفضل- المشهور بالقاضي عياض, عالم المغرب, كانت له تواليف كثيرة, منها: كتاب ((الشفا في حقوق المصطفى)) وله كتاب ((العقيدة)) , وكان إماما في الحديث, ومن تصانيفه: إكماله لشرح صحيح مسلم للمازري المسمى ((المعلم)) , وُلد سنة 476هـ, وتوفي سنة 544 هـ. انظر ترجمته في: ((وفيات الأعيان)) : (3/ 483) , ((تذكرة الحفاظ)) : (4/ 1304) , ((شذرات الذهب)) : (4/ 138) .
[5] انظر: ((مشارق الأنوار)) : (2/ 176) .
[6] (لو) سقطت من ((ر)) .
[7] سورة الفرقان، الآيات: 68-70.
(8) زيد هنا في ((ر)) لفظة: (علي) , ولم أجد في التفاسير أن هذا القول عن علي -رضي الله عنه-, ولعله إن صح النقل علي بن أبي طلحة الذي يروي عن ابن عباس.
[9] ((تفسير الطبري)) : (11/ 19/ 46) , و ((تفسير القرطبي)) : (13/ 78) , و ((تفسير ابن الجوزي)) : (6/ 107) , و ((تفسير ابن عباس)) (صحيفة) : (ص 383) .
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست