responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 61
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة "[1].

ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة "[2] هذا آخر الحديث ولفظه بكماله مع شرحه: عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله عز وجل يا ابن آدم إنك ما دعوتني "[3] - أي: مدة دوام دعائك- " ورجوتني "- أي: أملت مني الخير- " غفرت لك ذنوبك " على ما كان منك من عظائم وجرائم " ولا أبالي " بذنوبك، إذ لا معقب لحكمي، ولا مانع لعطائي، " يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك "[4] - بفرض كونها أجساما- "عنان"- بفتح المهملة- أي: سحاب الدنيا[5] أي: ملأت ما بين السماء والأرض، كما في الرواية الأخرى[6] - أو: عنانها ما عن لك منها- أي: ظهر إذا رفعت رأسك7 "ثم استغفرتني"- أي: تبت توبة صحيحة- " غفرت لك ولا أبالي "- لأن الاستغفار إقالة، والكريم محل إقالة العثرات، " يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض

[1] الترمذي: الدعوات (3540) .
[2] [34 ح] ((سنن الترمذي)) : ([5]/ 548 , ح 3540) , كتاب الدعوات, باب في فضل التوبة والاستغفار. ((المستدرك)) للحاكم: ([4]/ 241) , كتاب التوبة والإنابة. والحديث قال فيه الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه, وقد جاء في ((المسند)) و ((المستدرك)) من طريق أبي ذر نحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد, ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي, وحسنه الشيخ الألباني كما في ((السلسلة الصحيحة)) : ([1]/ 199-200 , ح 127) .
انظر مفصل التخريج في الملحق.
[3] الترمذي: الدعوات (3540) .
[4] الترمذي: الدعوات (3540) .
[5] هكذا في ((الأصل)) , وفي بقية النسخ: (سحاب السماء) .
[6] لم أجد هذه الرو، الآية فيما بحثت فيه.
(7) انظر: ((تحفة الأحوذي)) : (9/ 525) .
ويقرر رحمه الله أن الاستهزاء بالله وبرسوله كفر، وأن الرضا بالكفر كفر، وأن شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم يكفر ويقتل، ومن شك في كفره كفر[1].
ويقول رحمه الله بأن الموحد العاصي لا يجوز أن يقال: إن الله يعاقبه لا محالة، ولا يجوز أن يقال: إن الله تعالى يعفو عنه لا محالة، بل هو في مشيئة الله عز وجل كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [2] إن شاء عفا عنه بفضله وكرمه ... وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم أخرج من النار وأدخل الجنة، ولا يخلد في النار مؤمن، ولا يجوز أن يشهد لأحد من المؤمنين بالجنة إلا للأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - ولمن بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم [3]. ولا يجوز أن يقال: بأن الذنب لا يضر مع الإيمان بل يضر، ولا يثبت به في الحال جواز المؤاخذة عليه.
ويقرر رحمه الله أن من كمال الإيمان الحب في الله والبغض في الله، وأن يكون الله ورسوله أحب إلى المسلم مما سواهما، فيقول رحمه الله بأن الحب في الله، والبغض في الله، والموالاة في الله، والمعاداة في الله: أصل من أصول الدين وبهما يكمل الإيمان[4].
موقفه من الفرق:
لقد حذر رحمه الله من اتباع الطرق المختلفة والأهواء المضلة والبدع المردية، وسائر الملل والأديان المخالفة لدين الإسلام[5].

[1] انظر: ص 448 من هذا الكتاب.
[2] سورة النساء، الآية: 48.
[3] انظر: ص 551 من هذا الكتاب.
[4] انظر: ص 343 من هذا الكتاب.
[5] انظر: ص 33 من هذا الكتاب.
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست