اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي الجزء : 1 صفحة : 60
وأنه إما توحيد في الربوبية أو توحيد في الألوهية.
ويعرف توحيد الألوهية بأنه لا معبود بحق في الوجود إلا الله، وأن كل ما في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد، وأن أصل العبودية التذلل، وأن العبادة هي غاية التذلل، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال والإعظام وهو الله تعالى[1].
وفسر العبادة بأنها عبارة عن الفعل المشتمل على نهاية التعظيم، ولا تليق إلا لمن له الإنعام والإفضال على عباده، ولا منعم إلا الله تعالى، فكان هو المستحق للعبادة لا غيره[2].
وإن حقيقة التوحيد إفراد الله بالطاعة، وإفراد رسوله صلى الله عليه وسلم بالمتابعة[3].
اللعن والتكفير والولاء والبراء:
وكان اعتقاده رحمه الله في اللعن والتكفير والولاء والبراء يتفق مع ما عليه جمهور أهل السنة والجماعة من جواز لعن أهل المعاصي على العموم من غير تعيين كما ثبت في الأحاديث الصحيحة من لعن الواصلة والمستوصلة وآكل الربا ونحو ذلك[4].
ويقرر رحمه الله أن كل من اعتقد في مخلوق وجعل فيه نوعًا من الإلهية فقد جعله إلهًا مع الله وإن لم يسمه إلهًا لأن الاعتبار بالمعاني لا بالألفاظ والأسماء[5]. [1] انظر: ص 22. [2] انظر: ص 25. [3] انظر: ص 115. [4] انظر: ص 153 من هذا الكتاب. [5] انظر: ص 144 من هذا الكتاب.
عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا.......
لكن ينطفي لهيبي ... بذكر ماجاء في البطاقه1
فيه إثبات الميزان، كما هو في الآيات والأحاديث الشهيرة[2] وله كفتان ولسان يوزن به الأعمال حسنها وسيئها. [3] {عن أنس} ابن مالك[4] {-رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا [1] ((ديوان الأمير الصنعاني)) : (ص 292) . [2] أما الآيات فمنها قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شيئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47] , وقوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [القارعة: 6-7] , وقوله تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المؤمنون: 102] . وأما الأحاديث فأظهرها الحديث الذي سبق ذكره قريبا - حديث البطاقة-, ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان. كما في ((صحيح مسلم مع شرح النووي ((: (3/ 102 , ح 223) , كتاب الطهارة, باب فضل الوضوء. وقوله صلى الله عليه وسلم: كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان: سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده. كما في ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (11/ 206 , ح 6406) , كتاب الدعوات, باب فضل التسبيح. [3] في ((المؤلفات)) في هذا الموضع زيادة قوله: (وللترمذي) . [4] هو: أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد الأنصاري الخزرجي, خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم , وُلد قبل الهجرة بعشرة سنين, وخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين, اختلف في وفاته بين سنة 90هـ وسنة 93هـ. انظر ترجمته في: ((الإصابة)) : (1/ 112-114) , ((أسد الغابة)) : (1/ 151-152) , ((البد، الآية والنه، الآية)) : (9/ 98-102) .
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي الجزء : 1 صفحة : 60