responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس المؤلف : أبا بطين، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 135
وليس كما ذكر من صحته، لأن في سنده معروف بن حسان وهو منكر الحديث، قاله ابن عدي، وعلى تقدير صحته فليس فيه حجة لهذا المبطل على جواز دعاء الأموات والغائبين، لأنه قال فيه: فإن الله حاضرا سيحبسه. المعنى: أن لله عبادا لا نعلمهم -وما يعلم جنود ربك إلا هو- قد وكلهم سبحانه بهذا الأمر. وهذا يدل على أن هؤلاء الذين أمر بمناداتهم حاضرون أحياء، جعل الله لهم قدرة على ذلك، فمناديهم ينادي من يسمع ويقدر على ذلك، لقوله: فإن الله حاضرا سيحبسه. وهذا كما ينادي الإنسان أصحابه الذين معه في السفر أن يردوا عليه دابته إذا انفلتت.
وكل عاقل يتيقن أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأمر بمناداة من لا يسمع ولا يعين من ناداه. ومن استدل بذلك على جواز الاستغاثة بالأموات والغائبين فهو ضال.
قال المعترض -بعد إيراده هذا الحديث-: وأما قول من قال إن هذا نداء لحاضر كذب
ظاهر. فإن عباد الله المدعوين -وإن كانوا حاضرين بالنسبة لعلم الله الذي لا يغيب عنه شيء- فهم غائبون بالنسبة لمن يناديهم، وكذلك الأنبياء والصالحون من أهل القبور، فإنهم أحياء[1] في قبورهم، وأرواحهم موجودة، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن ينادوهم ويخاطبوهم كمخاطبة الحاضر، مع أنهم غائبون عن الأعين. انتهى.
فالعجب من تناقض هذا!! يورد هذا الحديث -ونص الحديث: فإن لله حاضرا سيحبسه- ثم يقول: من قال إن هذا نداء لحاضر كذب ظاهر. يورد الحديث ثم يكذبه.
وقوله: فإن عباد الله المدعوين وإن كانوا حاضرين بالنسبة لعلم الله فهم غائبون بالنسبة لمن يناديهم. فيا سبحان الله!! كيف يبلغ اتباع الهوى بصاحبه إلى هذا التناقض ومعارضة الأحاديث التي يحتج بها.

[1] سقطت " أحياء" من "أ".
اسم الکتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس المؤلف : أبا بطين، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست