responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 186
فأخبرهم بها فجاءوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا محمد أخبرنا فسألوه عما أمروهم به فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أخبركم غدًا عما سألتم عنه" ولم يستثن، فانصرفوا عنه.
ومكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيًا ولا يأتيه جبرائيل عليه السلام، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا، واليوم خمس عشرة قد أصبحنا فيها لا يخبرنا بشيء عما سألنا عنه، وحتى أحزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكث الوحي عنه وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة.
ثم جاءه جبرائيل عليه السلام من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف وفيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه"[1].
لم يقل الرسول لمن سألوه: "أخبركم غدًا عما سألتم عنه إلا أن يشاء الله" فكان ذلك الحرج الشديد والأذى والمعاناة".
إنه نبي ورسول من عند الله، كل كلمة بل كل حرف وتصرف بحساب وإلا فهناك حساب يتناسب وأقدار الرجال. ثم نزل التعليم الإلهي للرسول بأن نزول الملائكة بالوحي عبر الزمان لكل الأنبياء والمرسلين لا يتم إلا بأمر الله الذي له وحده المشيئة المطلقة "وهو الحكيم الخبير".
{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] .
وتطالعنا الآن نتيجة حتمية أكدتها أحداث الرسالة في الإسلام -سبق أن أشرنا إليها- وهي أن رسل الله تحت ضغط الوحي ليسوا أكثر من "أجهزة استقبال" تامة الدقة والأمانة بالغة الحساسية، فحين تأتيها الإشارة من السماء

[1] تفسير ابن كثير: سورة الكهف.
اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست