responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 187
تلتقطها وتذيعها، أما حين يتوقف الإرسال فلا استقبال ولا إذاعة، بصرف النظر عما يصيب رسل الله آنذاك من حرج وأذى وضيق، إذ إن الأمر كله لله وهم خدم في بيت رسالته.
الرسول بين يدي الله:
تقرير واقع: نزلت سورة الضحى لتطمئن الرسول وتشف صدور المؤمنين وتذهب غيط قلوب الكافرين ثم تذكر الرسول بواقع الأمر فتقول له:
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} [الضحى: 6-8] .
هذه حقائق ثلاث كانت في حياة الرسول، يهمنا منها ما يتصل بالدين. فمن المعلوم أنه -صلوات الله عليه- نشأ في أمة أمية وفي مجتمع وثني، عزفت نفسه المطهرة عن المشاركة في سفاهات قومه على أية صورة من الصور، فلقد أيقن بفطرته السوية أنهم في معتقداتهم الدينية على باطل لا مراء فيه، ولكن أين الحق إذن؟
إن هذا ما تطلعت نفسه دائمًا لإدراكه وكانت وسيلته الوحيدة هي التباعد عما فيه قومه، ثم التفكير وحيدًا في هذا الكون العظيم وظواهره ونواميسه. ولقد طاب له التأمل والتفكير وهو يرعى الغنم في الصحراء ثم وجد في التحنت أو التحنف خير داواء مستطاع لما يختلج في صدره، فكان يذهب إلى غار بجبل حراء فيقضي فيه ما شاء الله من ليالي وأيام يفكر في الكون وخالقه، ثم يعود إلى خديجة بعد أن يكون قد نفد ما معه من قليل الزاد.
ولم يلبث أن تعهدته العناية الإلهية بالرؤيا الصادقة -التي تعتبر إرهاصًا للوحي في حياة الأنبياء- فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت صادقة كنور الصباح. وأخيرًا جاء الحق وحيًا من الله، قرآنًا.
لقد هداه الله فعرفه الحق وسبله، فالهدى يعني التعريف بالطريق كما في

اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست