اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 124
سبيله الأذى والذين هاجروا إلى الحبشة بعد أن أمرهم النبي بالهجرة إليها. وقد أسلمت سودة وهاجرت معه وعانت من المشاق ما عانى ولقيت من الأذى ما لقي.
ولما طال المكث على السكران في أرض الحبشة، ظن أن الأمور ربما تكون قد تحولت إلى جانب المسلمين، فعاد بها إلى أرض العرب، إلا أنه مات عقيب وصوله وترك زوجته مهيضة الجناح.
وهنا يقول الدكتور نظمي لوقا: "كان الموقف عصيبًا، فالمسلمون والمسلمات في ذلك العهد قليل عددهم.. والتنكيل بهم على أشده بعد أن مات أبو طالب عم الرسول حتى اجترأ المجترئون على إيذائه إيذاء بدنيًا عنيفًا، بعد أن كان جل إيذائهم من قبل باللسان والإشارة.
وإذا كان هذا حال الرسول. فكيف يكون حال من دونه من أتباعه؟ كيف يكون حال امرأة فقدت زوجها ولا نصير لها؟
محنة اهتزت لها قلوب المؤمنين وشغلت بالهم. وكان التكافل هو الواجب الأول والخاطر في كل ذهن. من الواجب أن يضم رجل مسلم مثل هذه الأرملة المهددة في دينها المطعونة في طمأنينتها. والتعدد ليس سنة مستحدثة في العرب، بل ذلك حالهم منذ قديم ...
فهل كان محمد، إذا ارتضى الزواج، الرجل الذي يتخلى عن هذه المسكينة فيعرضها للقهر والشماتة؟ معاذ النخوة؟
ليتزوجها إذن! لتكون مدبرة لبيته ومربية لابنته، لا لتكون متعة حس ولذة مضجع.
وإن هي إلا سنوات قلائل حتى أحست هذه العجوز الطيبة القلب أنها عبء على كرم زوجها وبره، فاستأذنته أن تظل في بيته وتعفيه من حقوق الزوجية ... وبقيت هناك تصلي وتصوم وتتصدق، زوجة شرف لا أكثر، وما كانت تصلح من الزواج إلا لهذا، وما صلحت لهذا إلا لنخوة في ذلك الرجل.. هذا هو أول
اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 124