responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 114
دونه وقد علم الكفار هذا المعنى لأنهم أهل اللسان العربي فقالوا: أجعل الالهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب. انتهى[1].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: تواترت الأحاديث بأنه يحرم على النار من قال: لا إله إلا الله ومن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" لكن جاءت مقيدة بالاخلاص واليقين وبموت[2] عليها وكلها مقيدة بالقيود الثقال.
وأكثر من يقوله: الا يعرف الإخلاص ولا اليقين وغالب أعمال هؤلاء إنما هو تقليد واقتداء بأمثالهم وهم أقرب الناس من قول الله تعال حاكيا عن المشركين: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف:23] .
وحينئذ فلا منافاة بين الأحاديث فإنه إذا قالها ويقين ومات على ذلك أمتع أن تكون سيئاته راجحة على حسناته بل كانت حسناته راجحة فيحرم على النار لأنه إذا قالها بإخلاص ويقين تام لم يكن في هذه الحال مصرا على ذنب فإن كمال الإخلاص ويقينه موجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء سواه وأخوف عنده من كل شيء فلا يبقى في قلبه يومئذ إرادة لما حرم الله ولا كراهة لما أمر الله فهذا هو الذي يحرم على النار وإن كان له ذنوب قبل ذلك فهذا الأيمان وهذه التوبة وهذا الإخلاص وهذه المحبة وهذا اليقين والكراهة لا يتركن له ذنبا إلا محي عنه كما يمحو النهار الليل؛
فمن قالها على وجه الكمال المانع من الشرك الأكبر والأصغر فهذا غير مصر على ذنب أصلا فيغفر له ويحرم على النار.
وإن قالها على وجه خلص به من الشرك الأكبر دون الأصغر ولم يأت بعدها بما يناقض ذلك فهذه الحسنات لا يقاومها شيء من السيئات فيرجع بها ميزان الحسنات كما في حديث البطاقة؛
وقال رحمه الله: تعالى: وأصل الدين: أن يكون الحب لله والبغض لله والموالاة لله والمعاداة لله والعبادة لله والاستعانة بالله والخوف من الله والرجاء لله والإعطاء لله والمنع لله وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله الذي أمره أمر

[1] تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد 23-25 "ط صبيح 1373هـ".
2 "ط": والموت.
اسم الکتاب : المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست