الْعَلِيمُ} [الزخرف: 9] وبأنه الرازق الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وأنه الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض وأنه الذي يملك السمع والأبصار والأفئدة {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [يونس: 31]
قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون: 84-89] .
وهذا فرعون مع علوه في كفره ودعواه أقبح دعوى ونطقه بالكلمة الشنعاء يقول الله في حقه حاكيا عن موسى عليه السلام: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ} [الإسراء: 102] وقال إبليس: {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 14] وقال: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحشر: 39] وقال: {رَبِّ فَأَنْظِرْنِي} [الحجر: 36]
وكل مشرك مقر بأن الله خالقه وخالق السموات والأرض وربهن ورب ما فيهما ورازقهم ولذا تحتج عليهم[1]الرسل بقولهم: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ} [النحل: 17] وبقولهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} [الحج: 73] الآية:[2] والمشركون مقرون بذلك لا ينكرونه.
الأصل الخامس: أن العبادة أقصى باب الخضوع والتذلل ولم تستعمل إلا في الخضوع لله لأنه مولي أعظم النعم حقيق[3] بأقصى غاية الخضوع كما في الكشاف.
ثم إن رأس العبادة وأساسها التوحيد لله الذي تفيده كلمته – التي إليها دعت جميع الرسل- وهي لا إله إلا الله. والمراد اعتقاد معناها لا مجرد قوله: اباللسان ومعناها: إفراد الله بالعبادة والاهية والنفي والبراءة من كل معبود
1 "ط": ولهذا تحتج الرسل. [2] الآية. ليست في "ط". [3] الأصل: حقيقا. تحريف.