الله[1] ونهيه نهي الله ومعاداته معاداة الله وطاعته طاعة لله ومعصيته معصية لله وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك ولا يطلبه ولا يرضى لرضى الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب إذا حصل ما يغضبه لهواه ويكون مع ذلك معه شبهة دين: أن الذي يرضى له ويغضب إذا حصل ما يغضبه لهواه ويكون مع ذلك معه شبهة دين: أن الذي يرضى له ويغضب له هو السنة فإن قدر أن الذي معه دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكون الدين كله بل قصد الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم أو يثني عليه أو فعل ذلك شجاعة وطبعا أو لغرض من الدنيا لم يكن الله ولم يكن مجاهدا في سبيله قال الله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة:4,5] .
وقال رحمه الله: تعالى: في منهاج السنة – لما ذكر كلام صاحب المنازل[2] وأن التوحيد عنده على ثلاثة أوجه: الأول توحيد العامة وهو شهادة أن لا إله إلا الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد, هذا هو توحيد الظاهر الجلي الذي نفى الشرك الأعظم وعليه نصبت القبلة وبه وجبت الذمة وبه حقنت الدماء والأموال وانفصلت دار الإسلام من دار الكفر هذا كلام صاحب المنازل وذكر بعده[3] الوجهين وذكر شيخ الإسلام ما فيها من الشطح والبدعة ثم قال شيخ الإسلام-: أما التوحيد الأول الذي ذكره فهو التوحيد الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب وبه بعث الله الأولين والآخرين من الرسل قال تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45] وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ} [النحل: 36] وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25] . [1] أمر الله. ليست في "ط". [2] أبو إسماعيل, عبد الله بن محمد بن علي الهروي حافظ ت 481. تذكرة الحافظ 3/1183, وقد شرح العلامة ابن القيم كتاب منازل السائرين هذا في كتاب مدارج السالكين.
3 "ط": بعد.