responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الخالق    الجزء : 1  صفحة : 20
ومن الأدلة على ذلك:
أـ أنه رأى يومًا بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة، وكان عمر قد أعجبه ما فيها، فغضب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غضبا ًشديدًا، وقال لعمر: [أهذا وأنا بين أظهركم، لقد جئتكم بها بيضاء نقية. . والله لو كان موسى حيًا لما وسعه إلا أن يتبعني] (رواه بنحوه الإمام أحمد في مسنده (3/387) والبيهقي في شعب الإيمان، والدارمي (1/115 ـ 116) بأتم منه، قال أستاذنا الألباني في (تخريج المشكاة ـ 1/63) : " وفيه مجالد بن سعيد، وفيه ضعف، ولكن الحديث حسن عندي لأن له طرقًا كثيرة عند اللالكائي والهروي وغيرهما، وقد خرجت بعضها في (الإرواء ـ 1589) ، وفي هذا الحديث من الفقه:
أولا: أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعجب أن يبدأ الاهتداء بغير الكتاب والسنة وهو ما زال حيًا. ومن مقتضى الإيمان بالكتاب والسنة أن يعتقد أن الهدي فيهما وحدهما.
وثانيا: أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد جاء بالدين نقيًا خالصًا، لم تشبه شائبة من تغيير أو تبديل أو تحريف، والصحابة يتلقونه غضًا طريًا خالصًا، فكيف ينصرفون عنه ويهتدون بما شابه التحريف والتبديل والزيادة والنقص.
وثالثًا: أن موسى ـ عليه السلام ـ نفسه الذي نزلت عليه التوراة لو أنه حي موجود لكان اللازم في حقه هو متابعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وترك شريعته التي بلغها للناس.
وهذا الحديث أصل في بيان منهج الكتاب والسنة، وأنه لا يجوز لأحد أن يهتدي بعلم يقرب إلى الله، ويصلح النفس غير الذي بعث به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى لو كان أصله من شريعة منزلة علي أحد الأنبياء السابقين.
ب ـ والدليل الثاني أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمع خطيبًا يخطب بين يديه فكان مما قاله: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص الله

اسم الکتاب : الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الخالق    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست