اسم الکتاب : الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الخالق الجزء : 1 صفحة : 19
بدينه خير قيام.
وأثنى عليهم رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) (رواه الشيخان وغيرهما عن ابن مسعود، وغيرهم عن غيره) ، وشهد لأفراد منهم بالجنة والفضل، وكان من هؤلاء أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ الذي قال عنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: [وزنت بالأمة فرجحت، ووزن أبو بكر بالأمة ـ لست فيها ـ فرجح، ووزن عمر بالأمة ـ لست فيها وأبو بكر ـ فرجح] (رواه أحمد (2/76) بنحوه وإسناد ضعيف، فيه عبيد الله بن مروان أورده ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل ـ 5/334) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وفيه أيضًا أبو عائشة أورده صاحب (الجرح والتعديل ـ 9/417) ولم يحك فيه كذلك جرحًا ولا تعديلًا، وعلى هذا فهما مجهولان وباقي رجاله ثقات. وروى أحمد (5/44 و 50) وأبو داود (4634) والترمذي (2389 ـ تحفة) وصححه، كلهم عن أبي بكرة أن أحد الصحابة رأى في منامه أن ميزانًا دلي من السماء، فوزن به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر، فرجح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم وزن به أبو بكر وعمر، فرجح أبو بكر، ثم وزن عمر وعثمان، فرجح عمر، ثم رفع الميزان. وقد قواه أستاذنا الألباني في (تخريج المشكاة ـ 3/233) بطريقيه) .
وقال: [لو كان نبي بعدي لكان عمر] (رواه بنحوه أحمد (4/154) والترمذي (2/293) وحسنه والحاكم (3/85) وصححه وغيرهم، كلهم عن عقبة بن عامر مرفوعًا، وحسنه أستاذنا الألباني في (السلسلة الصحيحة ـ 327) وفي (صحيح الجامع ـ 5160) ، وقال لبلال: [إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة] (رواه البخاري (3/376) ـ من الفتح) وأحمد (2/333 و439) عن أبي هريرة، ولفظ البخاري: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لبلال عند صلاة الفجر: [يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة] قال: ما عملت عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورًا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي. ودف النعل هو صوت حركتها الخفيف وسيرها اللين) ، ونحو ذلك كثير جدًا.
9 ـ ومع ذلك فقد حرص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طيلة حياته على بقاء أصلي التوحيد " لا إله إلا الله، محمد رسول الله " نقيين صافيين، فما كان يسمح بتاتًا يخدش هذين الأصلين، ولو من أحب الناس لديه وآثرهم عنده ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
اسم الکتاب : الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الخالق الجزء : 1 صفحة : 19