اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 108
من حروف وكلمات كالقرآن وأمثاله, أيضًا كلامه[1]؛ لأنها من بعض صور تلك الإفادة والإفاضة، ظهرت بتوسط العلم والإرادة والقدرة في البرزخ الجامع بين الغيب والشهادة، بمعنى عالم المثال, من بعض مجاليه [2] الصور المثالية، كما يليق به سبحانه، فالقياسان المذكوران في صدر البحث ليسا "13/أ" بمتعارضين في الحقيقة، فالمراد بالكلام في القياس الأول: الصفة القائمة بذاته, وفي الثاني: ما ظهر في البرزخ من بعض المجالي الإلهية[3]، والاختلاف الواقع بين فرق المسلمين يشعر بعدم الفرق بين الكلامين، والله أعلم[4]. [1] وهذا الثاني من كلام الله عز وجل, وهو لمن خاطبهم الله تعالى بكلامه ورسالاته من الأنبياء، بالقرآن والتوارة والإنجيل والزبور، حروفها وكلماتها من الله عز وجل، خلاف الأول. [2] أي: التجليات. [3] هذه النقول التي يوردها المؤلف عن بعض أهل المذاهب نقلها ليقيم الحجة على أتباع تلك الآراء، فيما يتعلق بمسألة القرآن، ويبين أن قول أئمتهم بخلاف ما يقولون ويعتقدون، وكان يحسن به أن يقتصر النقل على الحاجة، وأن يبتعد عن آرائهم، التى أخذوها عن الهنود والرومان واليونان. [4] الدرة الفاخرة: "صـ 285".
التتمة الرابعة:
فإن قلت: قد قدمت فيما نقلته عن الشيخ الموفق من كلام السلف في ذم الاشتغال بعلم الكلام، ونراك قد ألفت فيه، فالجواب أن المذموم منه ما كان غير مأخوذ من كتاب ولا سنة، بل كان بمحض الأقيسة، فقد قال الإمام أحمد، رحمه الله تعالى: "أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، واتباع القرآن، وليس في السنة[5] قياس[6]، ولا [5] السنة هنا: العقائد التي ترك النبي صلى الله عليه عليها أصحابه، وهي أخبار الصفات ووقوفهم عندها كما وردت، تمر, ولا تأول فتحرف، ولا تنكر فتعطل. [6] في الأصل: "قياسًا", وهو خطأ.
اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 108