اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 109
تضرب بها الأمثال، ولا تدرك بالعقول،-أو قال: بالمعقول-, ولا بالأهواء، إنما هو الاتباع وترك الهوى"[1] انتهى.
فعلى هذا, إن كل من اشتغل ببيان ما جاء عن السلف، ولم يؤول, ولم يعطل، ولم يشبه، ولم يستعمل الأقيسة، وآراء الرجال المزخرفة بالأقوال، لا يقال: إنه اشتغل بالمذموم من علم المكلام، فقد قال عمر بن عبد العزيز2 كلامًا معناه: "قف حيث وقف قوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر ناقد[3]كفوا، ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى[4]، وبالفضل - لو كان فيها- أحرى، فلئن حدث بعدهم رأي, فما أحدثه إلا من خالف هديهم، ورغب عن سنتهم، وقد صفوا[5], فجنوا منه ما يشفي، وتكلموا منه بما يكفي، لقد قصر عنهم قوم وضعوا[6]، وتجاوزهم آخرون فغلوا[7]، وإنهم فيها بين ذلك لعلي هدًى8" ولهذا قال مالك لما سئل عن [1] معتقد الإمام أحمد: طبقات الحنابلة: "241/1".
نقله عن عمر بن عبد العزيز هنا بالمعنى، ونقله في طبقات الحنابلة كاملًا بلفظ عمر بن عبد العزيز، وسنورده كاملًا بعد انتهائه مختصرًا. [3] في الأصل: وببصر قد كفوا، والتصحيح من الطبقات: "70/1". [4] في الأصل: ولهم على كشفها كان أقوى، والتصحيح من الطبقات: "70/". [5] في الأصل: وضعوا، والتصحيح من الطبقات: "70/1". [6] الوضع: ضرب من سير الإبل دون الشد يريد أن سيرهم كان ضعيفًا. [7] في الأصل: ففعوا, وهو تحريف, والتصحيح من الطبقات.
8 أما كلام عمر بن عبد العزيز كاملًا، فهو كما رواه عند في طبقات الحنابلة: "71/1":
"إياك وما أحدث المحدثون، فإنه لم تكن بدعة إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها، وعبرة منها، فعليك بلزوم السنة، فإنها لك بإذن الله عصمة, وإن السنة إنما سنها من قد علم ما جاء في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق, وارض لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم, فإنهم عن علم وقفوا, وببصر ناقد كفوا, ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى, وبفضل -ولو كان فيها- أحرى, إنهم لهم السابقون, فلئن كان الهدى ما أنتم عليه, فقد سبقتموهم إليه، وإن قلتم: حدث حدث بعدهم, ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم, ولقد تكلموا منه بما يكفي، ووصفوا =
اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 109