اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 70
سجايا عثمان ومكانته العالية في الإسلام
وشهادة أخرى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهذا الإنسان الأفضل يتمنى مثلها أبو بكر وعمر، فقد روى الإمام مسلم في كتاب فضائل الصحابة من صحيحه: ك 44، ح 26-ج 7، صـ 116-117 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في عثمان: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟ "
. وفي صحيح البخاري: ك 62، ب 7، ج 4، صـ 203 عن نافع عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: "كنا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نفاضل بينهم". وقيل للمهلب بن أبي صفرة: لم قيل لعثمان ذو النورين؟ قال: لأنه لم يعلم أن أحدًا أرسل سترًا على ابنتي نبي غيره.
وروى خيثمة في فضائل الصحابة عن النزال بن سبرة العامري "أحد الذين أخذوا عن أبي بكر وعثمان وعلي، وهو من شيوخ الشعبي والضحاك وطبقتهما". قال: قلنا لعلي: حدثنا عن عثمان، فقال: "ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى: ذا النورين"، وقال ابن مسعود حين بويع عثمان بالخلافة: بايعنا خيرنا، ولم نال، ووضعه علي بن أبي طالب قعد انقضاء أجله فقال: كان عثمان أوصلنا للحرم، وكان من الذين آمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا، والله يحب المحسنين، وروى سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن أباه قال: لقد عتبوا على عثمان أشياء لو فعلها عمر ما عتبوا عليه". وعبد الله بن عمر كان شاهد عيان لخلافة عثمان من أولها إلى آخرها، وكان أشد الناس في التزام السنة المحمدية، ومع ذلك فإنه يشهد لعثمان بأن كل ما عتبوا به عليه كان يحتمل أن يكون من عمر -وهو أبوه-، ولو كان ذلك من عمر لما عتب أحد به عليه، وقال مبارك بن فضالة مولى زيد بن الخطاب: سمعت عثمان يخطب وهو يقول: "يا أيها الناس ما تنقمون عليَّ وما من يوم إلا وأنتم تقتسمون فيه خيرًا، وقال الحسن البصري: "شهدت منادي عثمان ينادي: يا أيها الناس اغدوا على أعطياتكم، فيغدون ويأخذونها وافية، حتى -والله- سمعته أذناني يقول: اغدوا على كسوتكم، فيأخذون الحلل، واغدوا على السمن والعسل، قال الحسن: أرزاق دارَّة، وخير كثير، وذات بين حسن، ما على الأرض مؤمن يخاف مؤمنًا، إلا يوده وينصره ويألفه، فلو صبر الأنصار على الأثرة لوسعهم ما كانوا فيه من العطاء والرزق، ولكنهم لم يصبروا، وسلُّوا السيف مع من سلَّ، فصار عن الكفار مغمدًا، وعلى المسلمين مسلولًا" "روى ذلك عنه الحافظ ابن عبد البر". وقال ابن سيرين صنو الحسن البصري وزميله وهو أيضًا كان معاصرًا لعثمان: "كثر المال في زمن عثمان حتى بيعت جارية بوزنها، وفرس بمائة ألف درهم، ونخلة بألف درهم"، وسئل عبد الله بن عمر بن الخطاب عن علي وعثمان، فقال للسائل: قبحك الله، تسألني عن رجلين-كلاهما خير مني؟ - تريد أن أغض من أحدهما وأرفع من الآخر؟. "خ".
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 70