اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 193
على أحد يكون من بعده343. وقد قال العباس لعلي- فيما روى عنه
= بالنص، أو بالاختيار؟ فذهب الحسن البصري وجماعة من أهل الحديث إلى أنها ثبتت بالنص الخفي وافشالرة، ومنهم من قال بالنص الجلي. وذهب جماعة من أهل الحديث والمعتزلة والأشعرية إلى أنها ثبتت بالاختيار.
والدليل على إثباتها بالنص أخبار: من ذلك ما رواه أبو داودد عن جابر رضي الله عنه، أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله سولم قال: "رأى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر" قال جابر: فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال لنا: أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأما المنوط بعضهم ببعض، فهو ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه. وهو حديث صحيح كما قال محقق الطحاوية ص473.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " اقتدوا بالذين من بعدي: أبي بكر وعمر " وسنده صحيح كما قال محقق الطحاوية، وأحاديث تقديمه في الصلاة مشهور معروفة، وهو يقول: "مروا أبا بكر يصلي بالناس" رواه البخاري ومسلم.
وتصرف النظر عن ذكر بقية النصوص، فقد أثبتها القاضي ابن العربي رحمه الله فيما يأتي.
واحتج من قال: لم يستخلف بالخبر المأثور عن عبد الله بن عمرو عن عمر رضي الله تعالى عنهما، أنه قال: ان استخلف فقد استخلف من هو خير مني، يعني أبا بكر، وأن لا أستخلف، فلم يستخلف من هو خير مني، يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال عبد الله، فعرفت أنه حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غير مستخلف. وما روى عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت من كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستخلفا لو استخلف. والظاهر- والله أعلم- أن المراد أنه لم يستخلف بعده مكتوب، ولو كتب عهدا لكتبه لأبي بكر، بل قد أراد كتابته ثم تركه، وقال: " يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر " رواه مسلم، فكان هذا أبلغ من مجرد العهد ... ثم علم أن المسلمين يجتمعون عليه، فترك الكتابة اكتفاء بذلك ...
ولم يقل أحد من الصحابة قط أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نص على غير أبي بكر، لا علي، ولا العباس، ولا غيرهما، كما قال أهل البدع.
وروى ابن بطة بإسناده: أن عمر بن عبد العزيز بعث محمد بن الزبير الحنظلي إلى الحسن، فقال: هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم استخلف أبا بكر؟ فقال: أو فخانك صاحبك؟ نعم، والله الذي لا إله إلا هو استخله! لهو كان أنقى لله أن يتوثب عليها. باختصار ص471- 475.خ.
242 نقل الحافظ ابن عساكر 166:4 عن الحافظ البيهقي حديث=
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 193