اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 93
مناظرة الجهم للسمنية
مدخل
...
بشرًا كثيرًا. فكان مما بلغنا من أمر الجهم عدو الله، أنه كان من أهل خرسان. من أهل ترمذ، وكان صاحب خصومات وكلام[1]، وكان أكثر كلامه في الله تعالى، فلقي أناسًا من المشركين يقال لهم: السمنية[2] فعرفوا الجهم فقالوا له: نكلمك، فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك[3]، فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له:
"ألست تزعم أن لك إلَهًا؟ [1] عن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- قال: من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التنقل.
أخرجه الدارمي "رقم: 310" واللالكائي "رقم: 216" وابن بطة "رقم: 544-548".
وعن معاوية بن قرة قال: الخصومات في الدين تحبط الأعمال.
أخرجه اللالكائي "رقم: 221" وابن بطة "رقم: 541". [2] السمنية، قال ابن تيمية: هم الذين يحكي أهل المقالات عنهم أنهم أنكروا من العلم ما سوى الحسيات، ولهذا سألوا جهمًا: هل عرفه بشيء من الحواس الخمس؟ فقال: لا. قالوا: فما يدريك أنه إله؟ فإنهم لا يعرفون إلا المحسوس، وليس مرادهم أن الرجل لا يعلم إلا ما أحسه، بل لا يثبتون إلا ما هو محسوس للناس في الدنيا.
انظر: تعارض العقل والنقل "410/2، 411". [3] عن معن بن عيسى قال: انصرف مالك بن أنس يومًا من المسجد، وهو متكئ على يدي، فلحقه رجل يقال له أبو الجيرية كان يتهم بالإرجاء، فقال: يا أبا عبد الله اسمع مني شيئًا أكلمك به، وأحاجك وأخبرك برأيي. قال: فإن غلبتني؟ قال: إن غلبتك اتبعتني. قال: فإن جاء رجل آخر فكلمنا فغلبنا؟ قال: نتبعه قال مالك رحمه الله: يا عبد الله بعث الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بدين واحد، وأراك تنتقل من دين إلى دين. قال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التنقل.
أخرجه ابن بطة "رقم: 562".
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 93