اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 92
وقالوا: كيف قال: {إِنَّنِي مَعَكُمَا} .
وقال في آية أخرى: {إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} .
فشكوا في القرآن من أجل ذلك[1].
أما قوله: {إِنَّا مَعَكُمْ} فهذا في مجاز اللغة[2]، يقول الرجل للرجل: إنا سنجري عليك رزقًا، إنا سنفعل بك كذا.
وأما قوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} فهو جائز في اللغة، يقول الرجل الواحد للرجل: سأجري عليك رزقاً، أو سأفعل بك خيرًا [3].
قال الإمام أحمد رحمه الله: وكذلك الجهم[4] وشيعته، دعوا الناس إلى المتشابه[5] من القرآن والحديث، فضلوا وأضلوا بكلامهم [1] قال الشنقيطي رحمه الله: قوله تعالى: {قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} [الشعراء: 15] .
صيغة الجمع في قوله: {إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} للتعظيم. [2] انظر: منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز للشيخ الشنقيطي -رحمه الله- "237/10-265" ملحق أضواء البيان. [3] انظر: تفسير الطبري "170/16" "65/19" وتفسير ابن كثير "164/3، 347". [4] الجهم: هو ابن صفوان الراسبي أبو محرز. قال الذهبي: أبو محرز السمرقندي الضال المبتدع، رأس الجهمية، هلك في زمان صغار التابعين، وما علمته روى شيئًا، لكنه زرع شرًّا عظيمًا. "ميزان الاعتدال" "426/1 رقم: 1584". [5] عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: إنه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله.
أخرجه الدارمي "رقم: 121" وابن بَطَّة في الإبانة الكبرى "رقم: 62، 63" واللالكائي "رقم: 203". وشبهات القرآن أي المتشابه وترك المحكم. وقد تقدم حديث عائشة: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم". وهو عند مسلم "رقم: 2665".
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 92