اسم الکتاب : الرد على البردة المؤلف : أبا بطين، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 30
الآيات حتى جاءه الوحي وخفي عليه صلى الله عليه وسلم أمر أهل الإفك حتى أنزل الله القرآن ببراءة أم المؤمنين رضي الله عنها في حياته فكيف بعد موته وهذا يقول: وليس يخفى عليك في القلب داء يعني أنه يعلم ما في القلوب والله سبحانه يقول: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [التغابن: 4] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار"1.
ثم كابر المعترض وصرح بقوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب حتى مفاتح الغيب الخمسة وزعم أن عامة العلماء قالوا ذلك، فانظر إلى هذه الجراءة العظيمة في الكذب على الله وعلى رسوله وعلى عامة العلماء بقوله: إن عامة العلماء قالوا إن الله لم يتوف نبيه صلى الله عليه وسلم حتى علّمه ما كان وما يكون وعلّمه كل شيء حتى الخمس، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأنعام:50] وقال: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [لأعراف:188]
أي لو كنت أعلم الغيب لكانت حالي على خلاف ما هي عليه من استكثار الخير واجتناب السوء والمضار حتى لا يمسني شيء منها ولم أكن غالباً مرة ومغلوباً أخرى في الحروب.
"1" صحيح: صحيحي البخاري "2680، 6967، 7169"، ومسلم "1713" من حديث أم سلمة رضي الله عنها.
اسم الکتاب : الرد على البردة المؤلف : أبا بطين، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 30