اسم الکتاب : الرد على البردة المؤلف : أبا بطين، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 31
وقال تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:65] وقال: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 59] ، وعلى قول هذا الأفاك يجوز أن يقال قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ومحمد، وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ومحمد، وبيان ذلك أنه لو كان أهل قرية لا يحفظ أحد منهم سورة البقرة إلا زيد وعمرو وكان كلاماً صحيحاً مستقيماً، ما أعظم جراءة هذا الخبيث على هذه الفرية العظيمة مع أن له سلف ضلال وكفر في هذه الدعوى.
حكى شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في رده على الذي جوَّز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، ذكر عن بعض أهل زمانه أنه جوَّز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يستغاث فيه بالله وصنف فيه مصنفاً وكان يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم مفاتيح الغيب الخمس التي لا يعلمها إلا الله.
قلت ثبت في "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها قالت: "من حدثكم أن محمداً يعلم ما في غد فقد كذب" ثم قرأت {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً} [لقمان:34] ، لفظ البخاري1
،ولفظ مسلم: "من زعم أن محمداً يخبر عما في غد فقد أعظم الفرية على الله" ثم قرأت {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً} 2
"1" صحيح: "صحيح البخاري" "4855".
"2" صحيح: صحيح مسلم "177".
اسم الکتاب : الرد على البردة المؤلف : أبا بطين، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 31