اسم الکتاب : الرد على البردة المؤلف : أبا بطين، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 29
أي فالدنيا وضرتها بعض جودك، وعلم اللوح والقلم بعض علمك والمقصود بيان بطلان تحذلق هذا الجاهل وإلا فكلام الناظم باطل على كل حال، وعلى زعم الجاهل أنها لبيان الجنس فالمعنى:
جودك الدنيا وضرتها ... وعلومك هي علم اللوح والقلم
لا تنقص عنها، بل هي عينها"، وصرح المعترض بدعواه أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب حتى مفاتيح الغيب الخمسة.
والناظم آل به المبالغة في الإطراء الذي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا الغلو والوقوع في هذه الزلقة العظيمة ونحو ذلك قوله في الهمزية[1] في خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم:
الأمان الأمان إن فؤادي ... من ذنوب أتيتهن هراء
هذه علتي وأنت طبيبي ... ليس يخفى عليك في القلب داء
فطلب الأمان من النبي صلى الله عليه وسلم وشكا إليه علة قلبه ومرضه من الذنوب فتضمن كلامه سؤاله من النبي صلى الله عليه وسلم مغفرة ذنبه وصلاح قلبه، ثم إنه صرّح بأنه لا يخفى عليه في القلب داء فهو يعلم ما احتوت عليه القلوب. وقد قال سبحانه: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة: 101]
وقال: {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} وخفي عليه صلى الله عليه وسلم أمر الذين أنزل الله فيهم: {وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ} [النساء: 107] [1] يعني القصيدة: "الهمزية في مدح خير البرية"، وهي للبوصيري أيضاً.
اسم الکتاب : الرد على البردة المؤلف : أبا بطين، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 29