من تتمة المتن:
عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: " حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. قالها إبراهيم -عليه السلام- حين ألقي في النار. وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ". رواه البخاري والنسائي1.
ملاحظة: التوكل: هو اعتماد القلب على الله إيمانا بكفايته سبحانه لعبده، وللتوكل على غير الله ثلاثة أقسام:
أحدها: أن يتوكل على مخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الخالق: وهذا شرك أكبر.
وثانيها: أن يتوكل على المخلوق فيما يقدر عليه مع تعلق القلب به في جلب المنفعة ودفع المضرة: وهذا شرك أصغر.
وثالثها: أن يعتمد على المخلوق فيما يقدر عليه بدون أن يتعلق القلب به في جلب المنفعة ودفع المضرة: فهذا جائز كالاعتماد على شخص في بيع أو غيره. والتوكل نصف الدين ونصفه الآخر الإنابة، والتوكل لا ينافيه فعل الأسباب، بل فعل الأسباب علامة على صحة الإيمان.
1 رواه البخاري (الفتح 8/ 4563) في التفسير، باب {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم} . والنسائي في الكبرى (6/ 316) .