مناسبة الآية للباب:
حيث دلت الآية على أن الشفاعة بجميع أنواعها ملك لله، فلا تنال إلا بإذنه للشافع ورضاه عن المشفوع له.
مناسبة الآية للتوحيد:
حيث أثبتت الآية أن الشفاعة ملك لله لا يستحقها أحد سواه، فيكون طلبها من غير الله شركا أكبر، ومن ذلك طلبها من الأوثان الذين زعموا أنهم يعبدونها لأجل الشفاعة.
ملاحظة:
قول الله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} [1] هذه الآية تدل على أن للشفاعة أنواعا متعددة. وقد ذكر العلماء منها ثمانية أنواع:
الأول: الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها أولو العزم من الرسل حتى تنتهي إليه صلى الله عليه وسلم، فيقول: "أنا لها" حين تهرع الخلائق إلى الأنبياء ليشفعوا لهم إلى ربهم حتى يريحهم من مقامهم في الموقف ويقضي بينهم، وهذه شفاعة يختص بها رسول الله لا يشاركه فيها أحد.
الثاني: شفاعته لأهل الجنة في دخولها، وقد ذكرها أبو هريرة في حديثه الطويل المتفق عليه.
الثالث: شفاعته لقوم من العصاة من أمته قد استوجبوا النار فيشفع لهم ألا يدخلوها.
الرابع: شفاعته في العصاة من أهل التوحيد الذين يدخلون النار [1] سورة الزمر آية: 44.