اسم الکتاب : الانتصار لحزب الله الموحدين والرد على المجادل عن المشركين المؤلف : أبا بطين، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 61
فهذا من أعظم الشرك الذي كفَّر الله به المشركين, حيث اتخذوا من دون الله [1] أولياء وشفعاء: يجتلبون بهم المنافع, ويدفعون [2] بهم المضار.
إلى أن قال: من جعل الأنبياء والملائكة وسائط, يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار، مثل أن يسألهم غفران الذنوب وهداية القلوب وتفريج الكربات [3] وسد الفاقات، فهو كافر بإجماع المسلمين.
إلى أن قال: فمن أثبت وسائط بين الله وبين خلقه- كالحُجَّاب الذين بين الملك وبين رعيته- [4] / بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه.
وأن الله إنما يهدي عباده وينصرهم ويرزقهم، بتوسطهم: بمعنى أن الخلق يسألونهم وهم يسألون الله, كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملوك حوائج الناس؛ لقربهم منهم، والناس يسألونهم: أدبا منهم أن يباشروا سؤال الملك, أو لأن طلبهم من الوسائل [5] أنفع لهم من طلبهم من الملك؛ لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب.
فمن أثبتهم وسائط على هذا الوجه: فهو كافر مشرك, يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
وهؤلاء مشبهون، شبهوا الخالق بالمخلوق, وجعلوا لله أندادا. وفي القرآن من الرد على هؤلاء: ما لا تتسع له هذه الفتوى [6] . [1] (ع) : دونه. [2] (ع) : ويستدفعون. [3] (ع) : الكروب. [4] (ع) (ط) : وبين رعيته. [5] (ع) : الوسائط. [6] ينظر الواسطة بين الخلق والحق "مجموع فتاوى ابن تيمية" 1/121-126.
اسم الکتاب : الانتصار لحزب الله الموحدين والرد على المجادل عن المشركين المؤلف : أبا بطين، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 61