responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجز أحمد المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 383
يقول: هؤلاء الغلمان، والرجال الذين هم الأسود سبائك لكافور ادخرهم بعد أن امتحنهم بالطعن بين يديه، وجربهم فجعلهم ذخائر، وأقامهم مقام ماله، الذي هو السبائك والذهب؛ لأنه يصل بهم إلى مطالبه كما يوصل بالمال.
ولما جعلهم مالا جعل نقدهم بالقنا والطعن لا بالأصابع، لأنه لم يرد حقيقة الدنانير التي تنقد بالأصابع.
وقيل: أراد أنه يكسب الذهب والفضة بصم القنا لا بالتجارة. والأول هو الظاهر الأليق.
قال أبو الطيب: لما أنشدت هذا البيت قال لي كافور: من يعرف العقيان. اليوم؟ فقلت: نعم هرباً من تفسيره إياه. فقال: الصيوف. يريد السيوف.
بلاها حواليه العدوّ وغيره ... وجرّبها هزل الطّراد وجدّه
بلاها: أي جربها. والهاء فيها قيل: تعود إلى الخيل، وقيل للسبائك والعقيان.
يقول: إن العدو قد جرب هذه الخيل والغلمان وغير العدو أيضا.
فالعدو في الحرب في حالة الجد وغير العدو في الميدان: في حالة الهزل.
أبو المسك لا يفنى بذنبك عفوه ... ولكنّه يفنى بعذرك حقده
يخاطب نفسه أو صاحبه يقول: إن عفوه لا يفنى بذنبك، ولم يغلبه ذنب المذنب، ولكنه يفنى حقده بعذرك: يعني إذا اعتذرت إليه زال عن قلبه حقده.
فيا أيّها المنصور بالجدّ سعيه ... ويا أيّها المنصور بالسّعي جدّه
سعيه وجده: رفع بالمنصور.
المعنى: أنك بلغت جدك بسعيك، ولم تبلغ ما بلغت بالجد وحده، ولكنه بالجد والسعي، فجدك ينصر سعيك في أمرك ويوفقه لك، وسعيك ينصر جدك، فقد اشتملتك السعادة والنصر.
تولّى الصّبا عنّي فأخلفت طيبه ... وما ضرّني لمّا رأيتك فقده
أخلفت: أي وجدت طيب كافور خلفاً من الصبا.
يقول: لما تولت عني أيام الصبا جعلت طيبك خلفاً عنها، فناب مناب أيام الصبا ولم يضرني فقد أيام الصبا لما رأيتك، فسروري بك مثل سروري بأيام الصبا.
لقد شبّ في هذا الزّمان كهوله ... لديك، وشابت عند غيرك مرده
يقول: شب كهول الزمان عندك؛ لسرورهم بإحسانك إليهم فكأنهم في أيام الصبا، والشباب عند غيرك شابت مرد هذا الزمان لإيذائه إياهم.
يريد سيف الدولة.
ألا ليت يوم السّير يخبر حرّه ... فتسأله، واللّيل يخبر برده
يقول: ليت حر الهواجر يخبرك بحاله؛ حتى تسأله عما فعل بي، وليت برد الليل مخبر أيضا؛ لتعرف منه ما قاسيت من البرد.
وليتك ترعاني وحيران معرضٌ ... فتعلم أنّي من حسامك حدّه
حيران: ماء بالشام، وقيل: جبل. كانت قد ظهرت له خيل وهو عليه.
يقول: ليتك تراني بهذا المكان، حين لاحت لي الخيل، لتعلم شجاعتي، وأني بمنزلة الحد في سيفك.
وقيل: شبه الجيش بحيران، الذي هو الجبل.
والمعنى: ليتك رأيتني يوم يبدو فيه الجيش، حتى تقف على شجاعتي، وتعلم أني حد حسامك.
وأنّى إذا باشرت أمراً أريده ... تدانت أقاصيه وهان أشدّه
يقول: وتعلم أيضاً أني إذا رمت أمراً، قرب بعيده وهان شديده.
وما زال أهل الدّهر يشتبهون لي ... إليك فلمّا لحت لي لاح فرده
يقول: كنت أظن أن أهل الدهر مشتبهون في المراتب والمنزلة، متساويين في القدر، فلما رأيتك رأيت فرد الزمان الذي لا نظير له.
وقيل: إن أهل الدهر من الملوك كانوا يشتبهون بك عندي، فيوهمونني مساواتهم لك في الملك وسائر الخصال، فلما رأيتك، أوحد الدهر، علمت بطلان دعاويهم.
يقال إذا أبصرت جيشاً وربّه ... أمامك ربٌّ ربّ ذا الجيش عبده
يقول: كنت إذا رأيت جيشاً وأميره، قيل لي قدامك ملك - وهو كافور - وأمير هذا الجيش، عبد ذلك الملك.
وألقى الفم الضّحّاك أعلم أنّه ... قريبٌ بذي الكفّ المفدّاة عهده
الهاء في عهده للفم. وقوله: بذي الكف: أي بهذه الكف، وقيل بصاحب الكف.
يقول: كنت إذا رأيتك فماً كثير الضحك علمت أنه قريب العهد بتقبيل كفك - التي تفدي الأنفس - وذلك الضحك، لما لحقه من السرور حين وصل إلى تقبيل كفك، أو عرفت أنه قريب العهد بعطاء كفك المفداة، فذلك الضحك سرور بعطائك.
فزارك منّي من إليك اشتياقه ... وفي النّاس إلاّ فيك وحدك زهده
المعنى: زارك مني رجل مشتاق إليك، زاهد في جميع الناس إلا فيك وحدك وقوله: زارك مني أي أنا ذلك الذي إليك اشتياقه.

اسم الکتاب : معجز أحمد المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست