responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجز أحمد المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 381
فالحمد قبل له، والحمد بعد لها ... وللقنا ولإدلاجي وتأويبي
له: أي لكافور. ولها: للخيل. والإدلاج: سير الليل. والتأويب: سير النهار كله.
يقول: الحمد أولاً لك، إذ كان كرمك هو الباعث على قصدك، ثم بعد ذلك لخيلي؛ لأني وصلت بها إليك، وكذلك لسيري ليلاً ونهاراً حتى وصلت إليك.
وكيف أجحد يا كافور نعمتها ... وقد بلغنك بي يا كلّ مطلوبي؟!
يقول: كيف أجحد نعم هذه الخيل السوابق! وهي التي بلغتني إليك، وأنت مأمولي وغاية كل مطلوبي.
يا أيّها الملك الغاني بتسميةٍ ... في الشّرق والغرب عن وصفٍ وتلقيب
الغاني: المستغني.
يقول: أنت مشهور في العالم باسمك المذكور، فإذا قيل: كافور، عرفت واستغنيت عن الوصف، واللقب.
أنت الحبيب ولكنّي أعوذ به ... من أن أكون محبّاً غير محبوب
به: يرجع. إلى الحبيب.
يقول: أنت حبيبي، ولكني أعوذ بك من أن أكون محباً لك، ولا أكون محبوباً عندك. ومثله لأبي تمام قوله:
كم من عدوٍّ قال لي متمثّلاً: ... كم من ودود ليس بالمودود!
وقال يمدحه في ذي الحجة من هذه السنة ويستنجزه وعده.
أودّ من الأيّام ما لا تودّه ... وأشكو إليها بيننا وهي جنده
الهاء في توده ترجع إلى ما والفعل للأيام. والهاء في إليها تعود إلى الأيام. وفي جنده إلى البين.
يقول: أريد من الأيام ألا تفرق بيني وبين أحبائي، والأيام لا تريد ذلك. وأشكو إليها الفراق وهي جنده: أي هو الذي حكم بها، فإذا شكوت إليها لم تشكني.
يباعدني حبّاً يجتمعن ووصله ... فكيف بحبٍّ يجتمعن وصدّه؟!
الحب: المحبوب، وجعل الأيام تجتمع مع الوصل والصد؛ لأنهما في الأيام يكونان، والظرف يتضمن الفعل، فإذا تضمنه فقد لابسه وصار كأنه مجتمع معه، وعطف الوصل والصد على الضمير في يجتمعن من غير التوكيد بالفصل، وهذا جائز في ضرورة الشعر.
يقول: إن الأيام تباعد مني الحبيب المواصل، فكيف تقرب الحبيب المقاطع؟!
أبى خلق الدّنيا حبيباً تديمه ... فما طلبي منها حبيباً تردّه
يقول: كيف ترد عليك الأيام حبيبك الذي فارقك؟ وهي لا تترك عليك حبيبك الذي هو معك!
وأسرع مفعولٍ فعلت تغيّراً ... تكلّف شيءٍ في طباعك ضدّه
يقول: إن الدنيا مطبوعة على التغير والتنقل، وإذا ساعدت بقرب حبيب لم تلبث أن تفرق بيننا وبينه! وترجع إلى عادتها التي جبلت عليها، فأسرع شيء انتقالاً، وأقربه زوالاً هو: تكلف ما في طبعه خلافه.
رعى الله عيساً فارقتنا وفوقها ... مهاً كلّها يولى بجفنيه خدّه
المها: بقر الوحش، وعنى بها النساء ويولي: من الولي، وهو من المطر الثاني. والهاء في كلها للمها وفي جفنيه وخده يعود إلى لفظ كل.
يقول: حفظ الله عيساً فارقتنا وفوقهن نساء يبكين لفراقنا، فتجرى دموعهن على خدودهن مرةً بعد مرة، فكأن خد كل واحدة منهن يسقى ولياً بعد وسمى من سحابة جفنيها، تأسفاً على الفراق.
بوادٍ به ما بالقلوب كأنّه ... وقد رحلوا جيدٌ تناثر عقده
الهاء في به وكأنه للوادي، وفي عقده للجيد.
يعني: فارقتنا هذه العيس بوادٍ به من الوحشة لفراقهن مثل ما في قلوبنا من الوحشة، فهو لوحشته كالجيد الذي انقطع عقده وتناثر در قلائده. أي كن زينةً له، فلما رحلن عنه صار كالجيد نزع حليه.
إذا سارت الأحداج فوق نباته ... تفاوح مسك الغانيات ورنده
الأحداج: جمع الحدوج، وهو مركب من مراكب النساء، والرند: الآس، وقيل: شجر طيب الريح، والعرب تسمى العود رنداً والهاء نباته ورنده للوادي.
يقول: اختلطت رائحة المسك من النساء برائحة الرند في هذا الوادي، فكان كل واحد منهما يباري الآخر بفوح الرائحة.
وحالٍ كإحداهنّ رمت بلوغها ... ومن دونها غول الطّريق وبعده
غول الطريق: بعده. يقول: هو الهلاك.
يقول: رب حال مثل إحدى هؤلاء الجواري في الحسن والكمال، أو في العزة والامتناع. وأنا أروم الوصل إليها، وبيني وبينها طريق بعيد يهلك من سلكه.
وأتعب خلق الله من زاد همّه ... وقصّر عمّا تشتهي النّفس وجده
الوجد والوجدة: هو الغنى.
يقول: أتعب الناس من أتعب همته، ولم يساعده ماله وإمكانه.

اسم الکتاب : معجز أحمد المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست