responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 94
ثم وجهت بالكتاب إلى يحيى بن خالد فرفعه يحيى إلى الرشيد فقال والله ما رأيت شعراً أشبه بما نحن فيه من هذا والله لكأني قصدت به فقال له يحيى فأنت والله المقصود به هذا يقوله العباس بن الأحنف في هذه القصة فلما قرأ البيتين وأفضى إلى قوله راجع من تهوى على الرغم استغرب ضاحكاً حتى سمعت ضحكه ثم قال أي والله أراجع على رغم يا غلام هات النعل فنهض وأذهله السرور عن أن يأمر لي بشيء فدعاني يحيى فقال لي إن شعرك قد وقع بغاية الموافقة وأذهل أمير المؤمنين السرور عن أن يأمر لي بشيء قلت لكن هذا الخبر ما وقع مني بموافقة ثم جاء فساره فنهض وثبت مكاني ثم نهضت بنهوضه فقال لي يا عباس أمسيت أملي الناس أتدري ما سارني به هذا الرسول قلت لا قال قد ذكرني ماردة بلغت أمير المؤمنين لما علمت بمحبته فقالت يا أمير المؤمنين كيف فأعطاها الشعر وقال فعلت شيئاً بعد قالت إذا والله لا أجلس حتى يكافئ قال فأمير المؤمنين قائم لقيامها وأنا قائم بقيام أمير المؤمنين وهما يتناظران في صلتك فهذا كله لك ما لي من هذا كله ألا الصلة ثم قال هذا أحسن من شعرك فأمر أمير المؤمنين بمال كثير وأمرت ماردة بمال دونه وأمر الوزير بمال دون ما أمرت به وحملت على ما ترون من الظهر ثم قال الوزير من تمام اليد قبلك ألا ترجع من الدار حتى يؤتي لك بهذا المال ضياعاً فاشتريت لي ضياع بعشرين ألف دينار ودفع إلى بقية المال فهذا الخبر الذي عاقني عنكم فهلموا حتى أقاسمكم الضياع وأفرق فيكم المال فقلنا له هناك الله بمالك وكلنا راجع إلى نعمة من الله فأقسم وأقسمنا قال فامضوا بنا إلى الجارية حتى نشتريها فمشينا إلى صاحبها وكانت جارية جميلة حلواء بلا تبخس شيئاً أكثر ما فيها ظرف اللسان وتأدية الرسائل وكانت تساوي على وجهها مائة وخمسين دينار فلما رآني مولاها أسامني فيها خمسمائة دينار فأوحيناه بالعجب فحط مائة ثم حط مائة وقال العباس يا فتيان إني والله أقسم أحتشم بعد ما قلتم ولكنها حاجة في نفسي بها يتم سروري فإن ساعدتم فعلت قلنا له قل قال هذه الجارية أنا عاينتها منذ دهر وأريد أيثار نفسي بها يتم سروري فإن ساعدتم فأكره أن تنظر إلى بعين كن قد ماكس في ثمنها فأعطيه فيها خمسمائة دينار كما سأل قلنا فإنه قد حط مائتين قال وإن فعل فصادفنا من مولاها رجلاً حراً فأخذ ثلاثمائة دينار وجهزنا بالمائتين فما زال لنا محبا إلى أن فرق الموت بيننا.

الليلة الثالثة
حدث عبد الرحمن بن عمر الفهري عن رجال سماهم قال أمر المأمون أن يحمل إليه عشرة أناس من البصرة كانوا يرمون بالزندقة عنده فحملوا إليه فبينما أحد الطفيليين جائزا إذ رآهم مجتمعين فقال ما اجتمع هؤلاء ألا لوليمة فأنل معهم ودخل في جملتهم ومضى بهم المتوكلون إلى البحر فأطلعوهم في زورق قد أعد لهم فقال الطفيلي كأنها نزهة فأصعد معهم في الزورق فلم يكن بأسرع من أن قيد القوم فقيدوا الطفيلي معهم فعلم أنه قد وقع ورام الخلاص قلم يقدر ثم دفع الملاح وساروا إلى أن وصلوا بغداد وحملوا على دخول المأمون فأمر بضرب أعناقهم فاستدعوا بأسمائهم رجلاً رجلاً وهو يقتل حتى لم يبق ألا الطفيلي وفرغت العدة فقال المأمون للمتوكلين بهم ما هذا قالوا يا أمير المؤمنين ما ندري غير أ، اوجدناه مع القوم فجئنا به فقال له امأمون ما قصتك ويلك فقال يا أمير المؤمنين امرأته طالق إن كان يعرف من أقوالهم شيئاً ولا يعرف غير لا إله إلا الله محمد رسول الله وإنما رأيتهم مجتمعين فظننت أنهم يدعون إلى مأدبة أو دعوة فالتحقت بهم قال فضحك المأمون ثم قال بلغ من شؤم التطفيل إلى أن أدخل صاحبه هذا المدخل لقد سلم هذا الجاهل من الموت ولكن يؤدب حتى يتوب.
قال وكان إبراهيم بن المهدي حاضراً يومئذ فقال يا أمير المؤمنين هبه لي وأحدثك بحديث عن نفسي في التطفيل عجيب، قال قد وهبته لك، هات حديثك، قال:

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست