اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 78
من وجهها وتثنيها ومقلتها ... تخشى الأهلة والقضبان والقضب
يا قلب أرادفها مهما مررت بها ... قف بي عليها وقل لي هذه الكتب
وإن مررت بشعر فوق قامتها ... بالله قل لي كيف البان والعذب لكن
تريك وجنتها ما في زجاجتها ... مذاقته للريق تنتسب
تحكي الثنايا التي أبدته من حبب ... لقد حكيت ولكن فاتك الشنب
وقال الشيخ جمال الدين محمد بن محمد بن نباتة المصري:
قضى وما أقضيت منكم لبانات ... متيم عبثت فيه الصبابات
ما فاض من جفنه يوم الرحيل دم ... إلا وفي قلبه منكم جراحات
أحبابنا كل عضو في محبتكم ... كليم وجد فهل للوصل ميقات
غبتم فغابت مسرات النفوس فلا ... أنتم زعمى ولا تلك المسرات
يا حبذا في الصبا عن حبكم خبر ... وفي بروق الفضا منكم إشارات
وحبذا زمن اللهو الذي انقرضت ... أوقاته الغر والأعوام ساعات
أيام ما شعر البين المبيت بنا ... ولا خلت من مغاني الأنس أبيات
حيث المنازل روضات مدبجة ... وحيث جاراتها غيد وقينات
وحيث لي بديار اللهو سلطنة ... ولي على ثغر من أهوى ولايات
وحيث أسعى لأوطان الصبا مرحا ... ولي على حكم من أهوى ولايات
ورب حانة خمار طرقت وما ... حانت ولا طرقت للقصف حانات
سبقت قاصدا مغناها وكنت فتى ... إلى المدام له بالسبق عادات
أعثو إلى ديارها الأقصى وقد لمعت ... تحت الدجى فكأن الدير مشبكات
وأكشف الحجب عنها وهي صافية ... لم يبق في دنها إلا صبابات
راح زحفت على جيش الهموم بها ... حتى كأن سنا الأكواب رايات
وبت أجلو على الندمان رونقها ... حتى لقد أصبحوا من قبل ما باتوا
مصونة السرح ماتت دون غايتها ... حاجات قوم وللحاجات أوقات
تجول حول أوانيها أشعتها ... كأنما هي للكاسات كاسات
ويصبح الشرب صرعى دون مجالسها ... وهي الحياة كأن الشرب أموات
تذكرت عند قوم دوس أرجلهم ... فاسترجعت من روث القوم تارات
واستضحكت فلها في كل ناحية ... هبات حسن وفي الإناء هبات
كأنها في أكف الطائفين بها ... نار تطوف بها في الأرض جنات
من كل أغيد في دينار وجنته ... توزعت من قلوب الناس حبات
مبلبل الصدغ طوع الوصل منعطف ... كأن أصداغه للعطف واوات
ترنحت وهي في كفيه من طرب ... حتى لقد رقصت تلك الزجاجات
وقمت أشرب من فيه وخمرته ... شربا تشن به العقل غارات
وينزل اللثم خديه فينشدها ... هي المنازل لي فيها علامات
وقال الأديب الفاضل الكامل أبو الفتح بن قلاقس السكندري:
الحق بنفسج فجرى وردتي شفق ... كافورة الصبح فتتت مسكة الغسق
قم هات جامك شمسا عند مصطبح ... وخل كأسك نجما عند مغتبق
وأقسم لكل زمان ما يليق به ... فإن للزند حليا ليس للعنق
هب النسيم وهب الريم فاشتركا ... في نفحة من نسيم المندل العبق
واسترقصني كاسترقاص حاملها ... مخضرة الورق في محضلة الورق
وظلت بالكأس أغنى الناس كلهم ... فالخمر من عسجد والكاس من ورق
وقال الشيخ الفاضل الكامل برهان الدين إبراهيم بن عبد الله بن محمد المعروف بالقيراطي رحمة الله عليه:
قسماً بروضة خده ونباتها ... وياسها المخضر في جنباتها
وبسورة الحسن التي في خده ... كتب العذار بخطة آياتها
وبقامة كالغصن إلا أنني ... لم أجن غير الصد من ثمراتها
لا عزرن غصون بان زورت ... أعطافه بالقطع من عذباتها
ولا صبحن للذى متيقظاً ... ما دامت الأيام في غفلاتها
وأبا كرنَّ رياض وجنته التي ... ما زهرة الدنيا سوى زهراتها
كم ليلة نادمت بدر سمائها ... والشمس تشرق في أكف سقاتها
وجرت بنادهم الليالي للصبا ... وكؤوسنا غرر على جبهاتها
فصرفت ديناري على دينارها ... وقضيت أعوامي على ساعاتها
خالفت في الصهباء كل مقلد ... وسعيت مجتهداً من نفحاتها
فشممتها ورأيتها ولمستها ... وشربتها وسمت حسن صفاتها
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 78